رجحت مصادر مواكبة للتحقيقات التي تُجرى في مُسببات حريق منفذ البطحاء الحدودي، أن تكون شرارته انطلقت من «موقد غاز»، يستعمله قائدو الشاحنات خلال تنقلاتهم، دون أن تجزم بذلك. وكشفت المصادر أن التحقيقات حول الحادثة، التي وقعت أول من أمس على الحدود السعودية الإماراتية، «لم تتوصل إلى سبب دقيق إلى الآن، وهي لا تستبعد كل الاحتمالات». في الوقت الذي منعت فيه مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، سائقي شاحنات من المغادرة، واستوقفتهم للتحقيق معهم حول الحادثة. فيما تواصلت حركة مرور الشاحنات والمسافرين العاديين، بين طرفي الحدود، ب «انسيابية»، منذ إعادتها بعد الحريق الذي أتى على 10 شاحنات، وتسبب في خسائر مالية «كبيرة»، لم يتم تقديرها بعد، وهو ما تعمل عليه كل من مديرية الدفاع المدني والجمارك. وكانت حركة المرور في المنفذ توقفت زهاء ساعتين ونصف الساعة بعد نشوب الحريق، كخطوة «احترازية»، خوفاً من وصول ألسنة النيران إلى بقية الشاحنات التي تم إخلاؤها. قبل أن يتم استئناف الحركة لاحقاً. فيما تمت السيطرة على الحريق كاملاً خلال أربع ساعات. ويشهد المنفذ كثافة مرورية «عالية»، وبخاصة من الحافلات التي تقل حجاج بيت الله الحرام، من مواطني الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان (لا يوجد إلى الآن منفذ بري يصل بين السعودية وعُمان). ويقدر عدد حجاج البلدين الذين يأتون براً بنحو 30 ألف حاج. وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع في المنطقة الشرقية المقدم الدكتور عمار مغربي، في تصريح إلى «الحياة»: «إن جهات التحقيق استبقت سائقي الشاحنات ال10 المحترقة كلياً أو جزئياً، للتحقيق معهم حول مسببات الحادثة»، لافتاً إلى أنه تم «إيقاف سائقي شاحنات أخرى، لم تتضرر من الحريق، ولكنها كانت تقف على مقربة من الشاحنات المحترقة. وسيطاولهم التحقيق أيضاً». بدوره، قال المتحدث باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد البحري خالد خليفة العرقوبي، في تصريح صحافي: «إن حرس الحدود شارك بفعالية في إخماد الحريق، إلى جانب خمس فرق من الدفاع المدني»، موضحاً أنهم ساهموا ب «30 عسكرياً وصهاريج مياه، وسيارة إطفاء مُجهزة، من مهبط حرس الحدود، واستمرت أعمال مكافحة الحريق نحو أربع ساعات، إلى أن تم إخماده من دون إي إصابات». يُشار إلى أن منفذ البطحاء شهد أول من أمس، حريقاً كبيراً، بدأ من شاحنة محملة بمادة «الإيثانول» داخل ساحة الشحن الجمركي، وسرعان ما انتقل إلى 9 شاحنات أخرى محملة بمواد كيماوية وأوراق، أتى عليها كلياً وجزئياً. فيما تسبب الحريق في تشكّل غيمة سوداء غطت سماء المنفذ، وامتدت إلى منفذ الغويفات في الجانب الإماراتي من الحدود. كما تسبب الحريق في كشف محاولة تهريب كمية «كبيرة» من الخمور، التي كانت مخبأة في براميل، على متن ثلاث شاحنات، إحداها تضررت من الحريق، فيما اكتُشفت الاثنتان الأخيرتان بعد استئناف حركة مرور الشاحنات. وحاول سائقوها الاحتيال على المفتشين الجمركيين، بالادعاء أن حمولتهم براميل أصباغ. إلا أن رجال الجمارك اكتشفوا المحاولة، وأحالوا السائقين إلى الجهات الأمنية، للتحقيق معهم.