فيما يستمر التوتر في المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، أكد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم امس ان انقرة جاهزة لكل الاحتمالات مع سورية، وانها ستستخدم «جميع الوسائل بما فيها الديبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة»، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية فقط. وقال أردوغان ان الحكومة التركية جاهزة «لكل الاحتمالات»، مجدداً التأكيد ان بلاده سترد على اي هجوم سوري. في هذا الوقت تفقد رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزال قوات بلاده المتمركزة على الحدود مع سورية. وزار، برفقة ضباط كبار في الجيش، محافظة هاتاي الحدودية التي شهدت تبادل اطلاق نيران المدفعية بين سورية وتركيا. واكدت الحكومة التركية ان اوزال سيزور مواقع اخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها مؤخراً. من جهة اخرى قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) اندرس فو راسموسن امس ان لدى الحلف خطط جاهزة للدفاع عن تركيا ضد اي هجوم من سورية اذا لزم الامر، لكنه عبر عن أمله في أن يتوصل البلدان إلى طريقة لمنع تصاعد التوتر. واوضح راسموسن أن لتركيا حق الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي، وانه يمكنها الاعتماد على تضامن حلف الأطلسي معها. وفي التطورات الميدانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة سيطروا امس على مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق العام الذي يصل دمشق بحلب. وانسحبت قوات النظام من كل الحواجز الواقعة في المدينة، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل. واشار المرصد الى الاهمية الاستراتيجية لهذه المدينة التي تمر فيها كل تعزيزات قوات النظام في طريقها الى حلب. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في معرة النعمان استمرت ثماني واربعين ساعة. وبثت المعارضة شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه نحو عشرين مسلحا بعضهم وقف على دبابة وآخرون من حولهم راحوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجا. وقال صوت مسجل على الفيديو ان «كتائب والوية شهداء سورية استولت على حاجز الدلة» في معرة النعمان. وبهذا تكون مجمل مناطق ريف ادلب قد اصبحت خارج سيطرة قوات النظام. وكان مقاتلو المعارضة استولوا على معرة النعمان مرة اولى في 10 حزيران (يونيو) الماضي، لكنهم انسحبوا منها في آب (اغسطس) تحت ضغط هجمات القوات النظامية. وفي حمص تمكنت قوات النظام من اقتحام حي الخالدية، الذي كان احد ابرز معاقل المعارضة. واشار المرصد السوري وناشطون الى تقدم قوات النظام داخل الحي من دون ان تتمكن من السيطرة عليه. فيما ذكر التلفزيون الرسمي ان «قواتنا المسلحة الباسلة تبسط الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقى منه». وقال ناشط في حمص لوكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» ان «هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل». واشار الى ان «الجيش السوري الحر يتصدى ببضع ذخائر وصبر وثبات». ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري حكومي ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة على معاقل المعارضة في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة حرستا صباحا لقصف من قوات النظام بعد هجوم انتحاري مزدوج ليل اول من امس استهدف الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية ومركزاً لصيانه الآليات العسكرية في ريف العاصمة، تبنته «جبهة النصرة». واستخدم احد الانتحاريين سيارة اسعاف مفخخة. وقالت مصادر المعارضة ان فرع المخابرات الجوية الذي استهدفه التفجير «هو الاكبر والاكثر شهرة للمخابرات الجوية في دمشق وريفها». وفيما لم تعلن ارقام لضحايا الهجوم توقع المرصد السوري ان يكون العدد «كبيرا جدا». واعلنت قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل ان اشتباكات عنيفة وقعت امس عند مطار دير الزور العسكري، وادت الى اشتعال النار داخل المطار في عملية مشتركة ل «لواء جعفر الطيار» و»لواء بشائر النصر» و»كتيبة الحمزة». وقالت ان «الجيش الحر» استخدم الدبابات التي غنمها من معارك سابقة في هذه العملية.