دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - احتدمت المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين في معرة النعمان بمحافظة ادلب امس. وتحدثت منظمات حقوقية سورية عن مقتل سبعة عسكريين بينهم ضابط وجرح آخرين. وقال سكان ونشطاء ان قوات من الجيش اشتبكت مع منشقين أمس عند حاجز مقام على المدخل الجنوبي لبلدة معرة النعمان. وتأوي بلدة معرة النعمان جنوداً انشقوا خلال هجوم عسكري استهدف محافطة حمص في وسط البلاد في أحد أكبر الهجمات التي تستهدف الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ سبعة أشهر. وقال أحد السكان قدم اسمه على أنه رائد في مكالمة هاتفية مع رويترز: «اندلعت معركة بالاسلحة النارية عصراً عند الحاجز الكبير الذي يحرسه جنود وأفراد من المخابرات العسكرية. هناك أيضاً دبابات منتشرة». وقال إن الحاجز هوجم رداً على عملية عسكرية ليل الاثنين استهدفت المنشقين الذين يقيمون حول مصنع للدجاج على مشارف معرة النعمان. وتقع البلدة في منطقة زراعية على الطريق السريع الرئيسي في شمال البلاد على بعد 100 كيلومتر الى الشمال من مدينة حمص وعلى بعد 70 كيلومتراً من مدينة حلب المركز التجاري الرئيسي في سورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان هجوماً لمسلحين يعتقد بانهم «منشقون» استهدف قافلة امنية ظهر أمس ما اسفر عن مقتل سبعة من عناصر القافلة بينهم ضابط في شمال غربي سورية ومقتل مسن بعد خطفه أمس. وذكر المرصد ان «مسلحين يعتقد انهم منشقون هاجموا قافلة امنية ... عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان التابعة لريف ادلب ما ادى الى استشهاد سبعة من عناصر القافلة بينهم ضابط وجرح آخرين». وأوضح المرصد ان القافلة كانت مؤلفة «من اربعين حافلة امن وسيارات رباعية الدفع وسيارات مكافحة الارهاب»، وتعرضت للهجوم حوالى الساعة 13.00 (10.00 تغ). وأضاف المرصد ان «سيارات الامن المتواجدة في داخل معرة النعمان بالاضافة الى ثلاث سيارات اسعاف هرعت الى المكان حيث تم اغلاق المنطقة بشكل كامل»، مشيراً الى ان «اطلاق النار لا يزال مستمراً حتى الآن». وفي حمص، اكد المرصد العثور على «جثمان رجل مسن متحدر من حي الانشاءات ومؤذن بأحد مساجدها على طريق تدمر (ريف حمص)»، مشيراً الى ان «مجموعة من الشبيحة كانت قد اختطفته» فجر امس. وأضاف المرصد «سمع قبل قليل اصوات اطلاق رصاص في احياء البياضة والخالدية والقرابيص في حمص حيث احترق محل تجاري في شارع الزير نتيجة اصابته بقصف رشاشات ثقيلة» صباح أمس. كما اكد «اعتقال تسعة اشخاص على حواجز في حمص بالاضافة الى اعتقال سبعة مواطنين من قبل حاجز على مدخل بلدة تلبيسة» في ريف حمص. وأشار المرصد الى وصول «تعزيزات امنية الى بلدة الحولة، ريف حمص، بعد اشتباكات سقط فيها عدد من الجرحى واحراق اربعة منازل نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل الجيش». يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن 19 شخصاً قتلوا أول من أمس بنيران قوات الأمن. وأضافت أن 13 منهم سقطوا بحمص التي تتواصل فيها الحملة الأمنية الواسعة، بينما سقط ستة آخرون بإدلب. كما تحدث ناشطون عن وجود أكثر من عشرين جريحاً بالمستشفى الوطني بالقصير بحمص، وقالوا إن الجيش يطوق المستشفى. وقال الناشط الحقوقي السوري رضوان زيادة إن النظام الحاكم يعتقل أكثر من ثلاثين ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي. وأوضح زيادة، مؤسس مركز دمشق لحقوق الإنسان في مؤتمر صحافي بمقر الأممالمتحدة «إن النظام السوري حوّل ملاعب كرة القدم الكبرى إلى مراكز اعتقال للمحتجين». وتابع انه لا يوجد أحد من الحقوقيين يعرف الرقم الدقيق لأعداد المعتقلين من المعارضين في سجون النظام، مشيراً إلى أنه حصل على الرقم التقريبي من معارضين سوريين بالداخل. وأشار إلى أن من بين المعتقلين أخاه وعمه وأولاد عمه بينهم طفل عمره 14 سنة. ودعا زيادة مجلس الامن الدولي إلى تمرير قرار يدعو السلطات السورية لوقف العنف، محذراً من ان التأخر يزيد الامور تعقيداً.