أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية «تشغيل العلاقات» مع موسكو خلال زيارة تهدف إلى إعادة الدفء إلى علاقات البلدين بعد سنوات من الفتور، وأعلن في موسكو عن توقيع صفقات سلاح بين البلدين زادت قيمتها على أربعة بلايين دولار، لكن المالكي أكد أن بغداد تأمل في تطوير تعاونها مع الروس ليس في المجال العسكري وحده ولكن على مختلف الأصعدة. وقال المالكي خلال محادثات أجراها مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في موسكو أمس، إن بلاده تأمل في تحريك العلاقات بين البلدين، مستخدماً المصطلح الذي أطلق في وقت سابق على العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، مشيراً إلى توجه بلاده إلى «إطلاق عملية لإعادة تشغيل العلاقات» تشتمل على وضع «خريطة طريق» لتعزيز التعاون في مختلف المجالات. وأكد المالكي حرصه على تطوير العلاقات مع روسيا وقال إن العلاقات الروسية - العراقية كانت «وثيقة جداً، وأنا واثق بأن لدينا كل الفرص لاستعادة زخمها في المستقبل أيضاً». واعتبر أن زيارته موسكو تمثل فرصة جيدة لمناقشة سير تنفيذ الاتفاقات السابقة، والتمهيد لمواصلة تطوير العلاقات، لافتاً إلى أن الوفد المرافق له يضم ممثلي وزارات الخارجية والدفاع والتجارة والنفط، وهي المجالات التي تسعى بغداد إلى تطوير التعاون مع روسيا فيها. ووجه المالكي خلال اللقاء دعوة لمدفيديف لزيارة بغداد، معتبراً أن هذه الزيارة ستعطي دفعاً قوياً لتطوير العلاقات الثنائية. وعلى رغم أن الزيارة تزامنت مع إعلان الجانب الروسي عن توقيع صفقة سلاح ضخمة تصل قيمتها إلى نحو 4.2 بليون دولار وتتركز على الأسلحة الدفاعية والمروحيات والمقاتلات، إلا أن المالكي قال إن البعض «يرى في الزيارة إلى موسكو جهوداً لشراء الأسلحة وحسب، والأمر ليس على هذا النحو». وأعلن أن العراق «يسعى بالطبع للحصول على دعم روسيا في ميداني الدفاع والتسلح مشدداً على ضرورة حيازة العراق الأسلحة التي تمكنه من الدفاع عن نفسه ومن مكافحة الإرهاب»، مضيفاً: «لكننا نسعى إلى تطوير العلاقات في كل المحاور الأخرى». وأشار إلى أن بلاده تحتاج إلى أسلحة حديثة لا بد منها لمكافحة الإرهاب في مختلف الظروف الجبلية والصحراوية، لكنه نفى في الوقت ذاته، صحة معطيات ترددت في موسكو أمس، حول اعتراض واشنطن على تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبغداد، وقال إن العراق «لا يتشاور مع أي طرف في الشؤون السياسية وفي ما يتعلق بقضايا الأسلحة والنفط». وأكد أن العراق يحافظ على علاقة جيدة مع الولاياتالمتحدة ومع إيران مشدداً على عدم رغبة السلطة العراقية أو الشعب العراقي بالعيش في دوامة من النزاعات. وينتظر أن يلتقي المالكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم. وقال الكرملين إن المحادثات ستتركز على تطوير التعاون في المجالات المختلفة وبينها العسكري. وكانت الأزمة السورية حاضرة بقوة خلال اللقاء، وينتظر أن يستأنف المالكي بحثها مع بوتين اليوم، لكنه استبق اللقاء بالتأكيد على أن العراق «لا يدعم أياً من أطراف الأزمة السورية، لا المعارضة ولا السلطة». وأضاف أن علاقة العراق بالقيادة السورية أو أي سلطة في دولة أخرى «تنبع من حماية هذه الدول لمصالح شعبها قبل كل شيء».