بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس زيارة رسمية إلى روسيا تستغرق أياماً عدة وتتناول تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين، فيما يستعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لزيارة العراق قريباً. وأوضح بيان صادر عن الحكومة العراقية أن «رئيس الوزراء وصل إلى العاصمة الروسية موسكو أمس على رأس وفد كبير يضم عدداً من الوزراء ضمن زيارة رسمية تستمر أياماً ينتقل بعدها إلى جمهورية تشيخيا». وأضاف البيان أن «نائب وزير الخارجية الروسي مورغولوف والسفير العراقي في موسكو وأعضاء السفارة العراقية كانوا في استقبال المالكي والوفد المرافق له في مطار فنوكفو». وكان المالكي قال لقناة «روسيا اليوم» في الأول من الشهر الجاري انه سيزور روسيا «ضمن سياسة الأبواب المفتوحة التي يتبعها العراق مع جميع دول العالم وتهدف إلى إحياء العلاقات مع روسيا وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية». ويتوقع أن تبحث الزيارة تطورات الملف السوري وتقارب رؤى الجانبين العراقي والروسي حول ضرورة عدم التدخل عسكرياً في سورية واللجوء إلى الخيارات السياسية لحل الأزمة. إلى ذلك أعلن السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر عن زيارة مرتقبة سيقوم بها أحمدي نجاد إلى العراق، وأبدى احتجاج بلاده على قيام السلطات العراقية بتفتيش طائرة إيرانية متوجهة إلى سورية. وقال دانائي فر لوكالة «مهر» للأنباء الإيرانية أن نجاد سيزور العراق قريباً، ولفت إلى أن «موعد هذه الزيارة لم يتحدد بعد، إلا أنها ستتم قريباً»، موضحاً أن تحديد الموعد ينتظر عودة المالكي من جولته في روسيا وتشيخيا. وستكون زيارة نجاد الثانية إلى العراق بعدما زاره في آذار (مارس) 2008، وكان أول رئيس دولة يزور بغداد بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003. وفي شأن تفتيش الطائرات الإيرانية في العراق، قال السفير الإيراني أنه «لم تحدث سوى حالة تفتيش واحدة، وعلى أي حال نحن ندين هذا العمل ونعتقد أنه مخالف للاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران في البلدين». وكشف دانائي فر أن الجانب الإيراني أبلغ احتجاجه إلى وزارة الخارجية العراقية، وعبر عن أمله بأن لا يتكرر هذا الأمر «الذي يتعارض مع المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين». ولفت إلى أن قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي سيبدأ اليوم زيارة رسمية إلى العراق تلبية لدعوة من قائد القوات البحرية العراقية، وأوضح أنه سيتم خلال الزيارة بحث مجالات التعاون المشترك والتنسيق في شؤون التدريب بين سلاحي البحرية في البلدين. ولم تعلن وزارة الخارجية العراقية حتى الآن عن تلقي مذكرة الاحتجاج الإيرانية على تفتيش الطائرة الإيرانية المتوجهة إلى سورية الأسبوع الماضي، ولكن مصدراً في وزارة الخارجية سألته «الحياة» رفض نفي ذلك أو تأكيده. وقال القيادي في كتلة «دولة القانون» النائب إحسان العوادي ل «الحياة» أمس إن «زيارة أحمدي نجاد إلى العراق مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية»، ولفت إلى أن «الوضع الإقليمي وتطورات الملف السوري ستكون حاضرة بقوة خلال الزيارة». وأضاف العوادي إن «شراكة تجارية واقتصادية متينة تجمع البلدين، وسيتم خلال الزيارة بحث تعزيزها وتوقيع اتفاقات تجارية جديدة»، معتبراً أن «إيران والعراق لاعبان أساسيان في المنطقة وخصوصاً في الملف السوري الذي سيتم تناوله ووضع صياغات مشتركة لحل الأزمة سلمياً».