يعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارة روسيا الاثنين المقبل، لحض موسكو على المساعدة في الخروج من الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، فيما واصل وزير الدفاع الإيراني لقاءاته المسؤولين العراقيين وكرر الدعوة إلى التعاون العسكري بين البلدين. وأكد الناطق باسم الحكومة علي الدباغ أن «المالكي سيزور جمهورية روسيا الاتحادية، تلبيةً لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين». وأشار في بيان إلى أن «وفداً من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين ورجال الأعمال سيرافق المالكي. وسيبحث في تطوير العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين»، مبيناً أن «الزيارة ستستمر من 8 حتى 10 الشهر الجاري». إلى ذلك، نفى القيادي في «ائتلاف دولة القانون» النائب سامي العسكري أن «تكون زيارة المالكي من أجل توقيع عقود لشراء الأسلحة»، لافتاً إلى أن «تلك العقود وقعها وزير الدفاع (سعدون الدليمي)، خلال زيارته الشهر الماضي». وقال العسكري ل «الحياة» إن «الزيارة تلبية لدعوة رسمية تلقاها منذ شهور»، مشيراً إلى أن «المحادثات ستتناول دور موسكو في إعمار العراق». وأضاف أن «المالكي سيحض روسيا على دعمنا للخروج من طائلة الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة كونها من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي». وكان العراق منذ أواخر خمسينات القرن الماضي من الدول الاشتراكية الحليفة لموسكو، وكانت العلاقات في أفضل حالاتها خلال عقدي السبعينات والثمانينات، إذ لم تقتصر على توريد السلاح بل شملت كل الجوانب الاقتصادية والتجارية والثقافية. وعما إذا كان هناك ربط بين زيارة وزير الدفاع الإيراني الأولى من نوعها لبغداد منذ أكثر من 4 عقود، وبين الضغوط الأميركية لمنع الطائرات الإيرانية من نقل الأسلحة إلى النظام السوري، أوضح العسكري أن «العراق ومنذ اليوم الأول أعلن موقفه الواضح والصريح ضد تسليح أي من طرفي النزاع في سورية». وتابع: «العراق يقوم بتفتيش الطائرات الإيرانية ليست استجابة لأي ضغوط بل انسجاماً مع موقفه الرافض لتسليح أي طرف في سورية». وزاد أن «الموقف الرسمي الأميركي يتفهم موقف العراق لكن هناك تصريحات من أعضاء في الكونغرس، وصحف أميركية تتحدث عن هذا الموضوع كجزء من الحملة الانتخابية الرئاسية والصراع الانتخابي والعراق غير معني بمثل تلك التصريحات». وواصل وزير الدفاع الإيراني أحمدي وحيدي أمس زيارته، إذ بحث مع نظيره العراقي تفعيل وثيقة التعاون العسكري بين بغداد وطهران. وقال خلال مؤتمر صحافي إن «زيارتي إلى العراق تهدف لفتح صفحة جديدة من العلاقات الدفاعية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «البلدين لديهما وثيقتين للتعاون العسكري تم بحث تفعيلها فضلاً عن طرح مواضيع جديدة». وأكد وحيدي أن «التفاهم واستقرار الأمن في العراق وإيران له تأثير إيجابي على المنطقة برمتها». بدوره أعرب وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وحيدي عن رغبة بلاده في «فتح ملحقيات عسكرية في جميع دول العالم لإيصال رسالة محبة وسلام»، مؤكداً أن «الجيش العراقي جيش دفاعي». وحذر من «النظر إليه كجيش ضعيف، وأن لا يخطر على بال أحد أن هذا الجيش مسكين لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فهو قوي ومتمكن وسيجهز بجميع الوسائل التي تمكنه من حماية الأراضي والمصالح العراقية». وأوضح أن «الحدود العراقية الإيرانية كانت أهدأ الحدود طوال أعوام الفوضى والتوتر الأمني»، مشيراً إلى أن «هناك تعاوناً منقطع النظير من إيران في ترسيم حدودها مع العراق».