ذكرت صحيفة "هآرتس" أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الصادر في آب/أغسطس الماضي أفاد بأن إيران نقلت قسما كبيرا من اليورانيوم المخصب بحوزتها إلى الاستخدام العلمي، وأن إسرائيل رأت بذلك إرجاء لما تصفه بأنه "عام الحسم" في ما يتعلق بهجوم محتمل ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن نقل اليورانيوم للاستخدام العلمي في إيران يعني أن "إيران حركت الحائط إلى الخلف لمدة 8 شهور" وأن الموقف الإسرائيلي حاليا من إيران ينبع من هذا التطور. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يصفون العام 2012 الحالي بأنه "عام الحسم" في الموضوع الإيراني وأن تخوفهم هو من دخول إيران إلى "حيز الحصانة" الذي لن يمكن من تدمير المنشآت النووية في إيران بواسطة هجوم عسكري، ولذلك دعت إسرائيل إلى شن هجوم قبل نهاية العام الحالي وحتى لو تم ذلك من دون تنسيق مع الولاياتالمتحدة. ورأت الصحيفة أنه على الرغم من أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأممالمتحدة قبل عشرة أيام كان شديدا ضد إيران إلا أنه مدد الموعد النهائي الإسرائيلي إلى العام المقبل، عندما قال إن "خطا أحمر" يجب أن يوضع أمام إيران قبل الربيع أو الصيف المقبلين. ووفقا للصحيفة فإن هذا الموقف الذي عبر عنه نتنياهو في الأممالمتحدة نابع من عدة أسباب بينها معارضة الإدارة الأميركية لعمل عسكري ضد إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتحفظ قيادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية من مهاجمة إيران حاليا ومن دون تنسيق مع الولاياتالمتحدة. لكن "هآرتس" قالت إنه في خلفية تغيير الموقف الإسرائيلي وتمديد "عام الحسم" هو العنصر الأساسي المتمثل بتقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية والذي جاء فيه إن إيران نقلت قسما كبيرا من اليورانيوم المخصب للاستخدام العلمي. وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تنسب صدقية كبيرة لتقرير الوكالة الدولية، والذي جاء فيه أن طهران استخدمت، في عدة مناسبات في الآونة الأخيرة، يورانيوم مخصبا بمستوى 20%، وكان بالإمكان استخدامه لصنع قنبلة نووية بعد تخصيبه بمستوى 93%، لهدف آخر هو صنع قضبان وقود لمفاعل الأبحاث العلمية في طهران وإنتاج مواد لمعالجة مرض السرطان. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد نقل اليورانيوم للاستخدام العلمي يصبح من الصعب إعادة استخدامه لأغراض عسكرية.