القدس المحتلة، فيينا، طهران – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، انها ستستأنف في 14 و15 ايار (مايو) المقبل مفاوضاتها المجمدة منذ شباط (فبراير) الماضي مع ايران، حول برنامجها النووي المثير للجدل. وسيسبق ذلك بنحو اسبوع استضافة بغداد جولة جديدة من المحادثات بين ايران ومجموعة الدول الست، تلي اجتماعاً مماثلاُ استضافته اسطنبول هذا الشهر. تزامن ذلك مع كشف صحيفة «لوس انجليس تايمز» استعداد ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للسماح لايران بمواصلة انتاج يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المئة، اذا وافقت على تدابير مشددة لمنعها من صنع اسلحة ذرية. واكد مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية ان الاجتماع المقبل مع الوكالة الذي ستستضيفه سفارة بلاده بفيينا في 14 و15 ايار، يثبت مجدداً ارادة طهران في التعاون. وقال إن «الاجتماع يفترض ان يحدد اطار واجراءات الاجابة عن اسئلة الوكالة»، والتي تتمحور خصوصاً حول الاشتباه في وجود حاوية بموقع برشين العسكري، تستخدم في تجارب على نماذج تفجيرات يمكن تطبيقها على اسلحة ذرية. ولم تسمح طهران في شباط بتفقد فريق من الوكالة منشآت برشين، ما دفع المدير العام للوكالة الياباني يوكيا امانو الى اعلان فشل مهمة فريق الخبراء. وأشار تقرير لصحيفة «لوس انجليس تايمز» الى ربط مسؤولين اميركيين موافقة طهران على عمليات تفتيش «غير مقيّدة» ومراقبة مشددة وضمانات، للسماح لها بمواصلة تخصيب يورانيوم بنسبة 5 في المئة، وهي الأعلى المعتمدة للإستخدام المدني. ولفتت الصحيفة الى اقتناع المسؤولين الأميركيين والغربيين بأن ايران «لن تقبل وقف نشاطات التخصيب بالكامل، ما يعرقل التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، ويمنع تفادي شن هجوم عسكري عليها». وكانت واشنطن دعت منتصف الشهر الجاري الى تطبيق سياسة التعامل بالمثل مع طهران، مؤكدة انها ستتصرف «بحسن نية» اذا قدمت ايران «اثباتات» تتناسب مع هذا التوجه. لكن الصحيفة استدركت بأن تغيّر الموقف الأميركي من التخصيب قد يواجه معارضة قويّة من اسرائيل، ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني، وأعضاء كثيرين في الكونغرس. وكان لافتاً امس اتهام يوفال ديسكين، الرئيس السابق ل «الشين بيت»، جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ب «خداع» الاسرائيليين في مقاربة مشكلة البرنامج النووي الايراني. وقال ديسكين خلال اجتماع لمنتدى «مجدي» للحوار بين الأحزاب: «لا اثق بقدرة نتانياهو وباراك على قيادة حرب ضد ايران، وكسبها». واضاف ديسكين الذي رأس «الشين بيت» بين عامي 2005 و2011: « لا اؤمن بقيادة تتخذ قرارات مبنية على مشاعر غيبية، إذ يؤكد نتانياهو وباراك ان شن اسرائيل هجوماً سيمنع ايران من امتلاك قنبلة نووية، فيما يرى عدد كبير من خبرائنا ان الهجوم سيسرّع مساعيها ايران لامتلاك هذا السلاح». وكان مئير داغان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية (موساد)، تحدث ايضاً بنبرة قاسية جداً ضد نتانياهو، معتبراً شن غارات على ايران «مغامرة خطرة».