دعا «تحالف أحزاب الجبهة» والقوى الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث الحاكم في سورية إلى اجراء حوار وطني لانهاء الازمة السورية في اجتماع خاص عقده في العاصمة دمشق أمس. وكان من اللافت ضعف مشاركة حزب البعث الحاكم في اللقاء الذي عقد تحت اسم «الحوار السياسي والمصالحة الوطنية سبيلنا إلى استعادة الأمن والاستقرار». وقال صفوان قدسي الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي انه يتعين معالجة السياسات الاقتصادية التي قال انها في جوهر الصراع. وحضر الاجتماع ديبلوماسيون من ايران وروسيا والصين. وقال فينغ بياو المستشار السياسي للسفارة الصينية في دمشق إن الاجتماع علامة على تنامي المطالب في دمشق لحل سلمي للازمة مع تطور الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح والتي بدأت في آذار (مارس) الماضي الى حرب اهلية ذات ابعاد طائفية والتي تهدد بجر قوى اقليمية اليها. وأشار قدسي في كلمته إلى أن إقامة أحزاب الجبهة والقوى الوطنية والتقدمية للملتقى السياسي «تؤسس لحالة حزبية ووطنية وشعبية تستعيد الوعي بأهمية ما كان قائماً في حياتنا في وقت من الأوقات وبضرورة الحفاظ عليه من دون تأبيده... وتطويره من دون تحريفه... وتحديثه من دون الخروج عن ثوابته التي تتفق وتتوافق مع المصالح الوطنية العليا». وقال قدسي «إن سورية تواجه مؤامرة كبرى بعض منها مع الأسف عربي وبعضها الآخر إقليمي والبعض الثالث دولي يراد لها أن تصيب سورية التاريخ والجغرافيا والموقع والموضع والدور والوجود نفسه»، لافتاً إلى ان «الوقائع أماطت اللثام عن قدرة سورية على الصمود والتصدي في آن معاً». بدوره أكد الدكتور عمار بكداش الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري أن هذا الملتقى يؤكد اصرار الأحزاب والقوى الوطنية في الدفاع عن سورية. وأوضح بكداش الجذور العميقة للتآمر على سورية والمستمر بوتائر متصاعدة وبأساليب متنوعة داعياً إلى مواجهة مظاهر الأزمة التي تتعرض لها البلاد من خلال معادلة طرحها حزبه والمتمثلة ب «القول والرأي يواجهان بالقول والرأي أما أعمال التخريب والإرهاب فتواجه بسيادة القانون» إلى جانب العمل الدؤوب لإزالة التربة الاقتصادية والاجتماعية التي ترعرع فيها التآمر وتلبية متطلبات الانتاج الوطني وأن يكون هدف السياسات الاقتصادية والاجتماعية تحسين المستوى المعيشي للمواطنين. ودان الأمين العام للحزب السوري القومي الاجتماعي عصام المحايري «كل الدعوات المشبوهة لاستحضار حل خارجي وتشويه متعمد للتعريف بالأزمة في سورية على حقيقتها وحقيقة دوافعها بقصد تحقيق مخطط التفتيت». وأكد أن الحوار السياسي هو «حالة صحية مستدامة وأنه الطريق لتطويق وإفشال المؤامرة». ودعا الحاضرون إلى بدء الحوار الداخلي ورفض التدخل الخارجي وايجاد حل سياسي للازمة. وتتضمن محاور الملتقى الذي يستمر يومين في فندق «داما روز» بدمشق موضوعات الحوار السياسي والجيش درع الوطن ومكافحة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي اضافة الى المصالحة الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.