بينما يعاني سكان أجزاء كبيرة من العاصمة الرياض من شح المياه في خزاناتهم، وسط ارتفاع أسعار صهاريج المياه إلى 300 ريال، وصعوبة الحصول على أمتار عدة (يحتاج ذلك إلى الوقوف في طابور لمدة تزيد على 12 ساعة، للعودة بما يكفي المنزل يوماً أو يومين) تتدفق المياه المهدرة في بعض شوارع العاصمة أنهاراً بسبب أنبوب مياه مكسور. ويبدو أن سكان حي بدر (جنوبالرياض) اعتادوا على رؤية شارع غارق بالمياه، أو نافورة تخرج من بطن الأرض على أحد الأرصفة أو الطرق. بات المشهد طبيعياً في الفترة الأخيرة، فخلال أقل من شهر انفجرت ثلاثة أنابيب مياه رئيسية في حي بدر، تسببت في إهدار المياه لساعات، وأحياناً لإغلاق الشوارع. في يوم الجمعة 31 آب (أغسطس) انفجر أحد الأنابيب أثناء قيام مقاول بحفر أحد شوارع حي بدر، لتتم محاولة لإغلاق الكسر في الأنبوب بطريقة بدائية، إذ تم وضع وصلة بلاستيكية بطريقة عشوائية لربط طرفي الماسورة المحطمة، خفف الحل البدائي تدفق المياه، لكنه لم يوقف التسرب نهائياً، ليستمر الماء في التسرب. وفي يوم 26 أيلول (سبتمبر)، أي بعد أقل من شهر، انفجر أنبوب ثانٍ، خلال عملية حفريات لمشروع درء خطر السيول عن حي بدر، حاول القائمون على المشروع إيجاد حل، لكن قوة تدفق المياه منعتهم من ذلك، وبعده بساعات انفجر أنبوب ثالث على بعد امتار من سابقه، ليتم قطع المياه عن كل البيوت والمحال في المنطقة التي يغذيها الأنبوبان حتى إيجاد حل! لم يمضِ أسبوع واحد على الانفجار الثاني، حتى انفجر أنبوب ثالث في حي السليمانية في شارع عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي (الضباب) بتاريخ 3 تشرين الأول (أكتوبر)، ليغرق الشارع، ويتسبب في أزمة سير، ويهرق مزيداً من الماء... فمن المسؤول؟ من جهته، رفض المتحدث الرسمي باسم أمانة مدينة الرياض المهندس فهد البيشي الرد على تساؤلات «الحياة» حول قيام بعض المقاولين بإصابة أنابيب المياه الرئيسية للحي بأضرار تسببت في إهدار المياه لساعات طوال وإغلاق الشوارع الرئيسية في حي الشفاء أحياناً.