حذر وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي الغرب عموماً، وحلف الناتو خصوصاً، من مغبة التدخل العسكري في سورية وإنشاء مناطق عازلة فيها مشدداً على قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على النصر العسكري على معارضيه. ونفى صالحي في مقابلة أجرتها معه مجلة «دير شبيغل» الألمانية تنشر اليوم أي تدخل مباشر من جانب طهران لدعم نظام الأسد، وجدد القول بأن بلده سيوقف الدعم المقدم إلى دمشق في حال استخدمت أسلحة الدمار الشامل. واعترف المسؤول الإيراني الرفيع بأن بلاده باعت سورية أسلحة، لكنه ذكر أن ذلك حصل قبل بدء الأزمة السورية. كما اعترف بأن طهران أرسلت وترسل خبراء عسكريين إلى سورية في إطار العلاقات العسكرية القائمة بين البلدين، لكنه قال إن هذا الأمر طبيعي وتمارسه كل الدول مع حلفائها، نافياً إرسال مقاتلين للدفاع عن نظام الأسد. وقال وزير خارجية إيران إنه لمس خلال اجتماعه مع الأسد في دمشق أخيراً، إن الأخير «مقتنع بقدرته على الانتصار في النزاع القائم في بلده انتصاراً عسكرياً» مشيراً إلى أن النظام «ممسك بالوضع تماماً، وأن المعارضين له يسيطرون على أربع أو خمس محافظات فقط من أصل 14 محافظة في سورية». وبعد أن ذكر أن الأسد لا يشكل خطراً على المنطقة ولا على السلم العالمي» أردف أن الجيش السوري مؤلف من 500 ألف جندي ولا يحتاج إلى قوات من إيران. وعندما سئل متى سيتوقف بلده عن دعم النظام السوري ضد معارضيه قال صالحي: «إن كل حكومة تستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبها تفقد شرعيتها، هذا ينطبق على سورية كما ينطبق علينا أيضاً». ويمثل صالحى إيران في اجتماعات الرباعية الشرق أوسطية التي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران، والتي تسعى إلى وضع حد للحرب الأهلية في سورية وإيجاد حل سياسي لها. الي ذلك، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن مصادر استخباراتية غربية أن إيران سحبت من سورية 275 عنصراً من «فيلق القدس» وهو وحدة تتولى العمليات الخارجية السرية، للحرس الثوري الإيراني. وذكرت الصحيفة أن طهران اضطرت لاتخاذ هذا القرار بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد تحت وطأة العقوبات المفروضة عليها. وأوضحت المصادر أن 275 عنصراً من الوحدة 400 في فيلق القدس غادروا سورية الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة إن قريباً لعضو في الوحدة 400 أكد لها هذه المعلومات. وكان الانخفاض الحاد لقيمة العملة الإيرانية وارتفاع الأسعار قد دفع بآلاف الإيرانيين للخروج إلى الشوارع للاحتجاج. من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن بعض المراقبين أن سحب عناصر القوات الخاصة الإيرانية التي كانت تدعم الجيش السوري، يأتي ليس بسبب الصعوبات الاقتصادية فحسب، بل لأن القيادة الإيرانية باتت واثقة من أن النظام السوري الحالي بقيادة الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يصمد أمام المعارضة المسلحة وفق ما ذكرت الصحيفة.