دعت قطر المعارضة السورية الإبقاء على حياة 48 إيرانياً احتجزتهم قبل شهرين قرب دمشق وهددت بقتلهم، وذلك في مناشدة شخصية من رئيس وزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني استجابة لطلب من إيران بالسعي لإطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين. كما حض الشيخ حمد الدول العربية على التحرك إزاء سورية بعد ان وصلت المفاوضات بين القوى الكبرى في مجلس الأمن لطريق مسدود. وحض الشيخ حمد بن جاسم على «حل أزمة المختطفين الإيرانيين بالحكمة والحوار». قال: «اتصل بي صديقي وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وأخبرني عن موضوع الخاطفين، طبعاً كسياسة عامة لدى دولة قطر نحن لا نقبل بقتل الأسرى ولا نقبل أن يكون هناك نوع من زيادة الوضع في سورية». وأضاف في تصريح بثته قناة «الجزيرة» القطرية: «نحن نتفهم ونعرف أن لكل طرف مطالب، لكن المبدأ الأساسي هو عدم قتل الأسرى وهو موضوع مهم بالنسبة لنا في قطر. طبعاً نحن دائماً إذا كان عندنا خيوط لأي موضوع نبذل كل ما نستطيع عمله في هذا الموضوع وفي غيره من المواضيع. لكن أخبرت زميلي (صالحي) أننا ليس لدينا أي معرفة عن من هم الخاطفون، أو الاتصال بهم، ولذلك إذا كان هناك أي معلومات تفيد ونستطيع أن نبذل فيها أي مساع سيكون هذا مما يسعدنا لأن إيران جارة، ونحن لا نريد لهم إلا كل خير، ونأمل أن يعالج الموضوع بحكمة وبالحوار بدل استخدام قتل للرهائن». كما دعا الشيخ حمد الى وقف حمام الدم في سورية، وقال: «نحن غير سعيدين بالوضع في سورية بشكل عام، فما يجري هو وضع يجب الوقوف عنده، ويجب وقف حمام الدم الجاري، الحكومة السورية تتحمل مسؤولية كبيرة في ما يجري الآن في سورية». وعن فكرة إرسال قوات عربية إلى سورية التي طرحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى مخاطبته اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد المسؤول القطري أن «هناك دولاً عربية تعتقد أن هذه الفكرة جيدة ويجب بلورتها والاستعجال فيها، وهناك دول أخرى تقف على الحياد في هذا الموضوع». وشدد في هذا الإطار على أن «الوضع العربي في شكل عام في هذا الموضوع يجب أن يتحرك بعمل شيء واضح». كما لفت إلى «أن مجلس الأمن أيضاً عقبة قانونية في وجه أي تدخل مباشر. أن الفكرة (إرسال قوات عربية إلى سورية)، ليست بحرب... ولكن لوقف ما يجري من اقتتال في سورية». وأشار إلى أن «الانتخابات الأميركية ألقت بظلالها على الوضع الحالي»، غير أنه كشف أن «هناك أفكاراً كثيرة تدور، ولا أعتقد أن العالم ومن ضمنهم الدول العربية والإسلامية ستقف متفرجه والشعب السوري يذبح». وفي شأن تقويمه لمهمة المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي قال: «في البداية نحن نثق في الأخضر الإبراهيمي ونحن نعرفه من فترة طويلة وله باع طويلة في التوسط في أزمات كثيرة، طبعاً هذه الأزمة سبق أن أعلن كوفي أنان انسحابه منها بسبب تعنت جانب الحكومة السورية، الآن نحن ننتظر من الإبراهيمي أن يقوم بمسعاه على رغم أنني متأكد من جهوده التي سيبذلها لكني لست متأكداً من الطرف الآخر إن كان جاداً في تنفيذ رغبات الشعب السوري، وأن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة متفق عليه وفي شكل منظم يحفظ سورية، ويحفظ كيانها ويمنع أي تدخلات خارجية في الشأن السوري». وجاءت تصريحات الشيخ حمد، بعدما أعلن لواء البراء التابع للمعارضة السورية أنه سيشرع في قتل الإيرانيين ما لم يطلق الأسد سراح معتقلي المعارضة السورية ويتوقف عن قصف المناطق المدنية. وأوضح بيان للواء في صفحته على موقع فايسبوك أنه مدد المهلة الأصلية التي تستمر 48 ساعة لمدة 24 ساعة أخرى استجابة لطلب من وسطاء. وتقول المعارضة إن المحتجزين ينتمون للحرس الثوري الإيراني وتقول إيران إنهم توجهوا لسورية لزيارة أماكن مقدسة. وذكر لواء البراء في لقطات فيديو أذيعت الخميس أن المفاوضات بشأن مصير المحتجزين الإيرانييين باءت بالفشل نتيجة خيانة النظامين الايراني والسوري. وذكر معارض يرتدي زيا مموها «نمهل النظام السوري والايراني انه اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين وايقاف القصف على المدنيين العزل والقتل العشوائي للابرياء خلال 48 ساعة اعتبارا من ساعة اعلان هذا البيان نعلمكم بانه سيكون مقابل كل شهيد قتل احد الاسرى الايرانيين».