منذ سنوات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك حليفان ضد ايران، وسياستهما متماثلة مع أن الأول زعيم ليكود اليميني المتطرف والثاني زعيم العمل الذي يُفترض أن يكون وسطياً. كنت عندما ترك باراك رئاسة الأركان كتبت في هذه الزاوية أنه انضم الى حزب العمل لأنه لم يجد موقعاً له في ليكود، وقرأت قبل أشهر أن نتانياهو يبحث عن موقع في ليكود لحليفه باراك. كلاهما إرهابي من سلالة رؤساء وزراء إرهابيين غيَّر كل واحد منهم إسم عائلته لأنه بلا أصل. ونتانياهو شارك في الهجوم على طائرات مدنية في مطار بيروت عام 1968، وباراك شارك في قتل زعماء فلسطينيين في بيروت عام 1973. هذان الإرهابيان، بعد تحالفهما لسنوات، غلب الطبع فيهما التطبّع وعاد كل منهما الى «أصله» أو الى البؤرة التي خرج منها، وقام بينهما خلاف أعمق وأوسع من الخلاف بين إدارة اوباما وإسرائيل على ضربة محتملة للبرنامج النووي الايراني. باراك على ما يبدو وجد في الخلاف الشخصي بين نتانياهو والرئيس الاميركي فرصة لتقديم نفسه بديلاً، وأنه يستطيع رأب الصدع بين البلدين، وردّ نتانياهو بحملة على وزير دفاعه، وأصبح يهدد بانتخابات نيابية مبكرة في شباط (فبراير) المقبل. بل إن «يديعوت أخرونوت» قالت إن نتانياهو فكّر في طرد باراك من وزارة الدفاع. تأتيني الصحف الاسرائيلية مترجمة الى الإنكليزية كل يوم، باستثناء السبت، وأيام أعيادهم، مثل رأس السنة اليهودية الشهر الماضي، وعيد المظال (السوكوت) هذا الشهر، في ذكرى خيمة السعف التي آوت اليهود بعد خروجهم من مصر، وهي خرافة توراتية أخرى. وهكذا فالترجمات لم تصل إليّ في أول هذا الشهر والثاني منه، وستتوقف اليوم وغداً. الشهر الماضي بدأ والصحف الاسرائيلية تنشر كل يوم أخباراً عن الخلاف المتزايد مع الإدارة الاميركية، أو تحديداً بين نتانياهو والرئيس باراك اوباما. وفي 11/9 قال نتانياهو في مؤتمر صحافي في القدس: «ان الذين لا يضعون خطوطاً حمراً لإيران لا حق لهم بوضع خطوط حمر لإسرائيل». وكشفت الصحف الاسرائيلية بعد أيام أن اوباما اتصل هاتفياً بنتانياهو ليل ذلك اليوم، الثلثاء، وكانت مكالمة طويلة لم تحلّ الخلافات بينهما. نتانياهو سأل بعد ذلك في مقابلة مع جريدة «اسرائيل هايوم»: ماذا يحدث إذا لم تهاجم الولاياتالمتحدةايران؟ والصحف تحدثت عن اشتداد الأزمة، وعن سلام بارد مع إدارة اوباما، وخاضت في الخطوط الحمر وتعريفها، ومتى تتجاوزها ايران في تخصيب اليورانيوم فتهاجمها الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، زار ايهود باراك الولاياتالمتحدة وقابل رام ايمانويل، رئيس بلدية شيكاغو وحليف اوباما الذي خدم يوماً في الجيش الاسرائيلي. واعتبرت صحف اسرائيل الزيارة بتكليف من نتانياهو، إلا أن «معاريف» في 23/9 قالت إنه بعكس كلام الميديا، فزيارة باراك لإيمانويل لم تتم بطلب من نتانياهو أو معرفته. وأصبح الخلاف وأسبابه وانعكاساته المستقبلية خبراً لصحف العالم أيضاً. وتبادل مكتبا رئيس الوزراء ووزير الدفاع التهم بعد ذلك، وهاجم حلفاء نتانياهو الوزير، وشكا نتانياهو الى وزير المال يوفال شتاينتز فعلة باراك، وتعرض هذا لهجوم من وزير النقل اسرائيل كاتز. مصادر باراك قالت إنه أكثر وزير دفاع اسرائيلي زار اميركا لأن العلاقات الأمنية والاستخباراتية مهمة جداً لإسرائيل. ومصادر نتانياهو قالت ان باراك يحاول أن يؤجج الخلاف بين الجانبين ليقدّم نفسه بديلاً، أو ليضمن أن يعود وزيراً للدفاع في أي حكومة ائتلافية مقبلة. وردت أوساط باراك بأن نتانياهو يحاول التنصل من مسؤوليته عن الخلاف مع اميركا ونقلها الى وزير الدفاع. مرة أخرى، كلاهما إرهابي، وكلاهما بلا أخلاق، فيتصرف كل منهما بما يعكس خلفيته في التآمر والجريمة، والواحد من هؤلاء، مثل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، يصلح حارس مواخير يعمل بين غانيات وسكارى، ولا يجوز أن يكون في موقع الحكم، خصوصاً أن غالبية اليهود والاسرائيليين وسطية ليبرالية والحكم بأيدي عصابات دينية وسياسية عنصرية متطرفة على يمين اليمين. [email protected]