شددت إيران أمس، على أنها لا تواجه «أزمة»، وتعهدت إسقاط «مؤامرة» على الريال، الذي سجل تراجعاً قياسياً في مقابل الدولار، ما أشعل احتجاجات نادرة في الشارع. لكن معاناة الإيرانيين قد تتفاقم. وقال غلام علي حداد عادل، وهو رئيس سابق لمجلس الشورى (البرلمان) ومستشار لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي المتزوّج نجله مُجتبى ابنة حداد عادل «تتغلب إيران على الحرب النفسية والمؤامرة التي أحضرها العدو إلى سوق الصرف والذهب. تعتقد قوى الغطرسة، بطريقتها الساذجة، بأن الأمة الإيرانية مستعدة للتخلي عن الثورة من خلال الضغط الاقتصادي، لكننا نبني القوة الاقتصادية لإيران». وأعتبر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، أن «أوضاع البلاد عادية»، وقال «لدينا مشاكل، وستكون لدينا أخرى، لكن لا أزمة. الدول التي فرضت عقوبات على ايران هي التي تواجه أزمات اقتصادية واجتماعية ضخمة، مثل أميركا، حيث (عدد) الفقراء أكثر من سكان إيران». ورأى في خطبة صلاة الجمعة، أن «الضغوط التي يمارسها الاستكبار العالمي على ايران، تشكّل حرباً اقتصادية شاملة، وبعضها ناتج من العقوبات، لكن الإدارة السيئة هي أيضاً السبب». وشدد على أن «هذا الضغط لن يستمر، وشعبنا سيجعل الأعداء يندمون». ونبه إلى أن الخلافات الداخلية «تصب في مصلحة العدو»، معتبراً أن «الطريقة الوحيدة لمعالجة المشاكل، تكمن في تعاون المسؤولين والشعب، وتعاون السلطات الثلاث». في المقابل، عزا ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، تراجع الريال الإيراني إلى «سوء السياسة الاقتصادية لطهران، وتأثير العقوبات». وذكر أن بإمكان إيران «تخفيف الضغط عن شعبها»، من خلال معالجتها قلق المجتمع الدولي إزاء برنامجها النووي. وأفادت «رويترز» بأن الاتحاد الأوروبي بدأ مناقشة إمكان فرض حظر تجاري واسع على ايران، في محاولة لمنعها من صنع سلاح نووي. وأشارت إلى أن المحادثات في هذا الصدد تتقدّم بحذر شديد، بسبب الإحجام التقليدي للحكومات الأوروبية عن فرض تدابير تزيد معاناة مواطني بلد، بدل التركيز على حكومتهم. ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي من الاتحاد في بروكسيل، قوله إن «عقوبات عامة على التجارة ما زالت من المحرمات، وهناك دول ليست متحمّسة لفرضها، ولكن ثمة نقاش حول فرض حظر تجاري». ونسبت «رويترز» إلى ديبلوماسيين في الاتحاد، أن حظراً تجارياً واسعاً يفرضه الاتحاد على إيران مشابهاً للقيود التي فرضتها الولاياتالمتحدة، ما زال بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً، خصوصاً أن دولاً، على رأسها السويد، تصرّ علناً على تقليص الضغوط الاقتصادية على الإيرانيين. وأشارت إلى رزمة عقوبات جديدة يعدّها الاتحاد الأوروبي هذا الشهر، تتضمن تدابير شاملة ضد المصرف المركزي الإيراني وقطاع الطاقة، وقد تُقلّص في شكل كبير التجارة الأوروبية مع طهران، إن نُفذت بكاملها. وقال ديبلوماسي أوروبي: «تريد دول الضغط على التجارة المشروعة (مع ايران)، وإغلاق الثغرات تماماً». في المقابل، حذر قائد بحرية «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي، أعداء بلاده من «ردّ لا يُصدق» على أي هجوم يستهدفها. وشكّك الرئيس السابق محمد خاتمي في احتمالات تسجيل إقبال «حماسي» على انتخابات الرئاسة العام المقبل، مع مواصلة احتجاز زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية. وقال «ربما ارتكبنا أخطاءً، لكننا نحتاج إلى مناخ (سياسي) أكثر انفتاحاً، ويجب الانتهاء من الدولة البوليسية».