لندن، طهران، أنقرة - أ ب، رويترز، أ ف ب - غادر الديبلوماسيون الإيرانيونلندن أمس، بعد طردهم رداً على اقتحام السفارة البريطانية في طهران حيث أُعدّ لهم «استقبال أبطال»، فيما واصلت إيران تصعيد لهجتها، إذ اعتبرت أن ما حدث كان «تأديباً» لحكومة ديفيد كامرون، محذرة الأوروبيين من «ربط مصيرهم بحبل بريطانيا المهترئ». (راجع صفحة 8) وفي أنقرة، حضّ جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، تركيا على فرض عقوبات على ايران، قائلاً لصحيفة «حرييت»: «ما زلنا نؤيد حلاً ديبلوماسياً لمخاوفنا في شأن إيران. لكننا نؤمن أيضاً بضرورة ممارسة ضغوط على القيادة الايرانية، للتوصل الى تسوية عبر التفاوض، ولذلك نشجع شركاءنا، بينهم تركيا، على اتخاذ تدابير لفرض عقوبات جديدة على إيران، كما نفعل». في غضون ذلك، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يفوّض الرئيس باراك أوباما سلطة تجميد أرصدة أي مؤسسة مالية أجنبية تُجري تبادلاً تجارياً مع المصرف المركزي الإيراني في قطاع النفط. لكن ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة، حذر من «تطبيق آلية تعرّض للخطر المؤسسات المالية الكبرى والمصارف المركزية لحلفائنا». أتى ذلك بعد ساعات على تشديد الاتحاد الأوروبي عقوباته على إيران، وقراره «العمل على عقوبات أشد وتُعتبر سابقة، تستهدف قطاعي المال والنفط»، كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه. في المقابل، اعتبر رجل الدين الإيراني المتشدد أحمد خاتمي أن فرض حظر على المصرف المركزي الإيراني، «تدبير عديم الجدوى، إذ لا علاقات وثيقة لنا بأميركا أو بريطانيا». ووصف البريطانيين بأنهم «أغبياء»، معتبراً خلال خطبة صلاة الجمعة، أن حكومتهم «كانت تحتاج عملاً تأديبياً»، كما حذر الأوروبيين من «التورط معهم، وربط مصيرهم بحبل بريطانيا المهترئ، ليتجنبوا كراهية الشعب الايراني». ونظم مشاركون في صلاة الجمعة «مسيرة غضب وسخط من السياسات الاستعمارية لبريطانيا، ومساندة لطلاب الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الذين اقتحموا مجمعَي السفارة البريطانية الثلثاء الماضي. وأعلنت ميليشيا «الباسيج» انها أعدت استقبالاً للديبلوماسيين الايرانيين العائدين من لندن، لدى وصولهم الى مطار الإمام الخميني فجر اليوم. لكن موقع «سحام نيوز» المعارض نشر بياناً لطلاب من جامعة آزاد، دان الهجوم على السفارة البريطانية، معتبراً أن المتشددين لا يعكسون رأي غالبية الشباب الايرانيين. وورد في البيان: «إساءة استخدام اسم الطلاب، أمر لا يمكننا السماح بتمريره بسهولة. لا صلة بين ما فعله هؤلاء، والطلاب الإيرانيين الشرفاء والحساسين». وغادر الديبلوماسيون الايرانيون مطار هيثرو، في رحلة لشركة الخطوط الجوية الايرانية، بعدما أمهلهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأربعاء الماضي 48 ساعة لإغلاق السفارة ومغادرة المملكة المتحدة. وقبل خروج الديبلوماسيين الايرانيين من السفارة، تجمّع حوالى 20 متظاهراً أمامها، رافعين أعلاماً كُتب عليها «إيران حرة»، ومنددين بالنظام في طهران، كما رددوا: «على الإرهابيين الرحيل».