توقعت أوساط حزبية إسرائيلية أن يحسم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مسألة تبكير الانتخابات البرلمانية المقررة بعد عام بالضبط من عدمه خلال الأيام العشرة المقبلة، وقبل استئناف الكنيست أعماله في دورته الشتوية منتصف الشهر الجاري. ونقل بعض الصحف عن نتانياهو قوله في اجتماعات مغلقة إنه في حال لم ينجح في انتزاع موافقة شركائه في الائتلاف الحكومي على مشروع الموازنة التي يعتبرها بعض الشركاء تقشفية تمس تحديداً بالشرائح الضعيفة، فإنه سيعلن الانتخابات في الخامس أو الثاني عشر من شباط (فبراير) المقبل، أي بعد أربع سنوات بالتمام على الانتخابات الأخيرة. واتهمت أوساط في الائتلاف الحكومي نتانياهو بأنه لا يجري أي مفاوضات حقيقية مع شركائه في الائتلاف في شأن مشروع الموازنة، وقالت إنه حسم أمره في شأن تبكير موعد الانتخابات، وأنه لن يجرؤ على الذهاب إلى انتخابات بعد أن تقر حكومته موازنة أقل من موازنة العام الحالي بأربعة بلايين دولار لتغطية العجز المتراكم. ورأت زعيمة حزب «ميرتس» اليساري زهافه غالؤون أن تهجم نتانياهو على وزير الدفاع ايهود باراك على خلفية قيام الأخير ب «تزكية الخلاف بين نتانياهو وإدارة الرئيس باراك اوباما»، كما يقول نتانياهو، ليس سوى «لعبة إعلامية» يراد منها تعزيز مكانة باراك في أوساط مصوّتي الوسط الإسرائيلي حيال التقديرات بأن حزب «عتسمؤوت» الوسطي الذي يتزعمه باراك قد لا يجتاز نسبة الحسم. وبحسب غالؤون، فإن نتانياهو معني بمواصلة الشراكة مع باراك بعد الانتخابات المقبلة بعد أن لقيت مساعيه «لتحصين» موقع لباراك على لائحة «ليكود» الانتخابية الرفض من أوساط واسعة في الحزب. وتابعت أن باراك «سيزحف، مع حزبي (الوسط) العمل وييش عتيد، إلى حكومة جديدة بزعامة نتانياهو». ورأى القطب في حزب «العمل» اسحق هرتسوغ أن الخلاف بين نتانياهو وباراك «هو الإثبات على أن حكومة نتانياهو بلغت نهاية الطريق وأنها تعاني نزيفاً داخلياً متواصلاً». وكتب كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم بارنياع أن الخلاف بين نتانياهو وباراك سيُضعف الأخير، وفي الوقت ذاته يعزز مكانة نتانياهو في حزبه «ليكود»، ما سيتيح له تقليص موازنة الدفاع بدلاً من تقليص موازنات وزارات الرفاه الاجتماعي والصحة والتعليم التي لن يكون ممكناً المس بها في سنة انتخابات.