عمّت الساحة الحزبية في إسرائيل أجواء باحتمال تبكير الانتخابات البرلمانية، المقررة أصلاً نهاية العام المقبل، في أعقاب انسحاب حزب «كديما» من الحكومة ما قلّص قاعدتها البرلمانية من 94 نائباً في الكنيست إلى 66 (من مجموع 120). ولم يتفق المعلقون حول الموعد المتوقع لهذه الانتخابات لكنهم أجمعوا على أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لن يتحمس لتبكيرها الى الخريف المقبل طالما أن مسألة تجنيد «الحرديم» أو عدمه لا تزال القضية الأكثر التهاباً على جدول أعمال الرأي العام، لإدراكه بأن أوساطاً علمانية يمينية ستحاسبه في صناديق الاقتراع على تفضيله الشراكة مع «الحرديم» على شريكه العلماني «كديما» الذي وضع كل ثقله من أجل تجنيد «الحرديم» لكنه لم ينجح، فاضطر إلى الانسحاب من الحكومة. ودعت زعيمة حزب «العمل» المعارض شيلي يحيموفتش رئيس الحكومة إلى إجراء الانتخابات في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «لوضع حد للسيرك السياسي القبيح في الشهرين الأخيرين، وللشراكة الهزيلة التي ولدت بالخطيئة والخطأ بين ليكود وكديما». كما وجّه زعيم الحزب الوسطي الجديد «يش عتيد» (يوجد مستقبل) يئير لبيد نداء مماثلاً لنتانياهو. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية زعيم «إسرائيل بيتنا» اليمين المتطرف أفيغدور ليبرمان، إن حزبه لا يعتزم الانسحاب من الائتلاف الحكومي حتى لو رفض الكنيست اقتراحه تجنيد كل من يبلغ الثامنة عشرة من اليهود والعرب. إلى ذلك اتفق معلقون على أن موفاز خرج خاسراً «بعد أن أثبت أنه ليس أهلاً لقيادة أكبر حزب في إسرائيل وتلوّى في مواقفه». وكتب أحدهم أن حياة موفاز السياسية القصيرة توشك على نهايتها. كما انتقدوا بشدة نتانياهو على تهربه من حسم مسألة تجنيد «الحرديم» وتفويته «فرصة تاريخية لتصحيح غبن تاريخي (إعفاء الحرديم)». وكتب أحد المعلقين أن نتانياهو فضّل تحالف حزبه «ليكود» التاريخي مع «الحرديم» على المصلحة العامة متوقعاً أن يحاسبه الناخب على ذلك. مع ذلك، يستفيد نتانياهو من العطلة الصيفية للكنيست التي تبدأ الأسبوع المقبل حتى أواخر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إذ ستمنحه هدوءاً لثلاثة أشهر، يعود بعدها إلى مقارعة الأحزاب عند إقرار الموازنة العامة للعام المقبل، وقد يتبين له حينها أن لا غالبية تدعم الموازنة فيضطر إلى تبكير الانتخابات.