كرّرت طهران سخريتها من تهديدات تل أبيب، مؤكدة أن «75 مليون إيراني» مستعدون للدفاع عن وطنهم، إن تعرّض لحرب بسبب برنامجه النووي. في غضون ذلك، اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أن «السبب الرئيس للضغوط» على بلاده، «يكمن في عدم استسلامها أمام نظام الهيمنة». وأضاف خلال لقائه «نخباً شابة»: «بصموده امام الضغوط، سيجتاز الشعب الايراني كلّ العقبات الخطرة، وسيصل الى قمة السعادة». وشدد على أن «الشعب الايراني لم ولن يستسلم للضغوط أبداً، وحنق العدو يكمن في هذا الموضوع»، وشبّه الغرب ب «بالديدان التي تمتص دماء الشعب، حتى أنهم وصلوا حدّ التخمة، لكننا سنرفض تلك التوجهات الاستعمارية». وقلل محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني، من أهمية التهديدات الإسرائيلية، قائلاً: «لو كانت إسرائيل قادرة على شنّ حرب، لما بنت سياجاً أمنياً حولها، وهذه الإشاعات تُروّج فقط لإثارة حرب نفسية» على إيران. وأضاف: «على رغم أن إيران لم تكن البادئة في أي حرب طيلة تاريخها، ولن تفعل ذلك مستقبلاً، لكنها الآن دولة مقتدرة وقادرة على الدفاع عن نفسها أمام أي معتدٍ». أما قائد البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري فأكد تمتع بلاده ب «قدرات برية وجوية وبحرية»، مشدداً على أنها «لن تسمح لأي بلد بأن يتعدي عليها». وأضاف: «إننا مستعدون لمواجهة أي تهديد، واذا شُنّت أي حرب علينا، سيكون هناك 75 مليون إيراني مستعدين للدفاع عن وطنهم». في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أن بلاده تشكّل «محوراً للسلام والاستقرار والأمن في المنطقة، في وقت يثير الكيان الاسرائيلي متاعب للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط». وأضاف في خطاب أمام خبراء ومحللين في مقرّ «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك: «كلّ المؤامرات ضد ايران ستفشل، وعلى رغم محاولات قلب الحقائق، ايران جزء من الحلّ لكلّ التحديات والأزمات الاقليمية». وهدد النائب الإيراني منصور حقيقتبور، وهو نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، بأن فشل محادثات بلاده مع الدول الست المعنية بملفها النووي، سيدفعها الى تخصيب اليورانيوم «بنسبة 60 في المئة، لتأمين وقود لغواصات وسفن عابرة للمحيطات». «أخطاء» إيرانية الى ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إيران التي كانت قلقة من ضربة إسرائيلية عامي 2007 و2008، أطلقت خطأً النار نحو طائرات مدنية وعلى إحدى مقاتلاتها العسكرية. ونقلت عن تقرير استخباراتي أميركي صدر العام 2008 حول «الأخطاء العملية من وحدات الدفاع الجوي» الايراني، أن الطائرات المدنية تعرّضت لإطلاق نار بصواريخ أرض – جو وبطاريات مضادة للطائرات واعترضتها مقاتلات إيرانية. ولفت التقرير السري الذي أعدته وزارة الدفاع الأميركية الى أن «وحدات من الدفاع الجوي الإيراني اتخذت تدابير ليست ملائمة عشرات المرات، بينها استخدام مدفعية مضادة للطائرات وتوجيه طائراتها نحو أهداف غير محددة أو أساءت تحديدها»، معتبراً أن الاتصالات العسكرية الإيرانية لم تكن دقيقة بتاتاً ولديها نقص كبير في التدريب. ورجّح تواصل «سوء تحديد الطائرات». وأشار التقرير إلى ان سلاح الجو الإيراني كان «قلقاً» من احتمال أن «تقلّد طائرات العدو حركة طائرة مدنية»، مضيفاً أن حال التأهب المرتفعة والقيادة والتحكّم السيئتين، أدتا إلى أخطاء.