حذر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية سورية أمس من ان الخطط التي وضعتها طهران للمنطقة في غير مصلحة دمشق، وذلك في معرض تعليقه على تقرير اوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن تزويد ايران سورية نظام رادار متطوّراً يمكنه «تهديد قدرة إسرائيل على شن هجوم مفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية». وقال المسؤول ل «الحياة» ان واشنطن «على علم بهذه التقارير وقلقة إزاءها». وأشار إلى أن «العلاقة بين إيران وسورية قائمة منذ فترة، ونعتقد أن خطط إيران للمنطقة ليست في مصلحة سورية»، لافتاً إلى أن «واشنطن تواصل سياسة الانخراط مع سورية». جاء ذلك في وقت وقّع الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، مشروع قانون أقره الكونغرس الأسبوع الماضي يفرض عقوبات جديدة على إيران تحظر التعامل مع الشركات التي تبيع طهران البنزين ومنتجات نفطية مكررة، وتمنع تعامل المصارف الأجنبية المرتبطة بمؤسسات حكومية إيرانية أو «الحرس الثوري»، مع القطاع المالي الأميركي. وأكدت جانيت ساندرسون نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ل «الحياة» أن العقوبات تقع ضمن نهج «المسارين المتوازيين»، وقالت: «نرى أن مساراً واحداً لن يعمل على حدة، بل نبقى ملتزمين نهج المسارين المتوازيين (العقوبات والديبلوماسية)». وأضافت: «نريد إبقاء الضغط (بالعقوبات) لنغيّر تصرف طهران، لكن من جهة أخرى نواصل الأمل بوجود بعض الفرص (لنجاح) المحادثات والتفاوض مع الإيرانيين». وأسفت لأن الإيرانيين «لم يتجاوبوا مع عرضنا حتى الآن، لكن سنبقي هذا الباب مفتوحاً». في غضون ذلك، فاجأ أولي هاينونن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يرأس أيضاً عمليات التفتيش في إيران وسورية، الأوساط السياسية باستقالته من منصبه، والتي ستصبح نافذة أواخر آب (أغسطس) المقبل. وإذ أكدت الوكالة ومصدر بارز فيها تحدث إلى «الحياة»، أن دوافع الاستقالة «شخصية بحتة»، اكتسى النبأ أهمية كونه يرأس منذ العام 2005 قسم الضمانات في الوكالة ويُعتبر أبرز خبرائها في شؤون إيران، منذ انضمامه إليها العام 1983، ما يصعّب عملية اختيار خلف له، في وقت تعالج الوكالة ملفات حساسة. (راجع صفحة 7) إلى ذلك، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الرادار «يمكن أن يمنح سورية وحليفتها إيران، رؤية افضل للمجال الجوي الإسرائيلي، ويوفر إنذاراً مبكراً إزاء أي هجوم إسرائيلي وشيك». وأفادت بأن «الرادار سيعزّز الدفاعات السورية، من خلال تزويدها جهاز إنذار مبكر لتحليق الطيران الإسرائيلي»، كما أنه «قد يعزّز دقة صواريخ حزب الله ويعزز دفاعاته الجوية»، ما يوفر له «صورة واضحة للمجال الجوي فوق إسرائيل ولبنان، ويمنحه حرية اكبر في الحركة خلال أي نزاع» مع تل أبيب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين ومصدر استخباراتي غربي، قولهم إن الرادار نُقل منتصف العام 2009، معتبرين انه يشكّل «جزءاً من زيادة هائلة في عمليات نقل الأسلحة والتنسيق العسكري بين إيران وسورية وحزب الله». لكنها لفتت إلى أن طهرانودمشق نفتا ذلك، مذكّرة بأن تسليم سورية الرادار يشكل انتهاكاًَ لقرار أصدره مجلس الأمن العام 2007 يمنع إيران من بيع السلاح أو شرائه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم نقل الرادار، مشيرة إلى بيان للجيش الإسرائيلي أفاد بأن ذلك يُعتبر «أحد أشكال التعاون» العسكري بين إيران وسورية، والذي يشمل تطوير القدرات الاستخباراتية والجوية لدمشق. وذكر الجيش الإسرائيلي أن «ممثلين إيرانيين موجودون في سورية لهذا الغرض». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عسكري إسرائيلي تأكيده تسلّم سورية نظام رادار من إيران. لكن الصحيفة نقلت عن ناطق باسم السفارة السورية في واشنطن تأكيده أن التقرير مجرد حملة «علاقات عامة إسرائيلية تقليدية تستهدف حرف أنظار العالم عن الفظائع المرتكبة في غزة وأراض محتلة أخرى، ولن نواصل إضاعة وقتنا» في التعليق عليها. كما اعتبر ناطق باسم البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة في نيويورك التقرير «خاطئاً من دون شك». وذكّرت الصحيفة بالغارة التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية على موقع الكبر النووي في دير الزور في أيلول (سبتمبر) 2007، والتي عجزت الدفاعات الجوية السورية المتقادمة عن رصدها واعتراضها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن «حزب الله» تلقى تدريبات في سورية على صواريخ متطورة مضادة للطائرات تُطلق من شاحنات ويوجهها الرادار. وقال مسؤول أميركي للصحيفة: «للإيرانيين مصلحتان: يحتاجون أن يشكّل حزب الله تهديداً قوياً لإسرائيل، كما أنهم مهتمون بمعرفة ماذا يتوجه نحوهم من إسرائيل». وفي طهران، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في رسالة وجهها الى الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن ان العقوبات الجديدة التي فرضها المجلس «لن تؤثر على تصميم ايران على مواصلة برنامجها النووي السلمي، لكنها تعزز على العكس رغبة بلادنا في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية». ونقلت «وكالة الانباء الايرانية» عن متقي تأكيده في رسالته ان «الاسلحة الذرية ليس لها اي مكان في العقيدة العسكرية والدفاعية الايرانية».