طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - وسط انقسام سياسي وشعبي يُعتبر سابقة منذ إطاحة الشاه، بدأت إيران أمس، إحياء ذكرى الثورة التي أعادت الإمام الخميني من منفاه، مؤسِّساً الجمهورية الإسلامية العام 1979، فيما انضم الرئيس السابق محمد خاتمي الى زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، في دعوة أنصار التيار الإصلاحي الى المشاركة في مسيرات لإحياء الذكرى في 11 الشهر الجاري. وبدأت سلسلة الاحتفالات بإحياء ذكرى عودة الخميني الى ايران في الأول من شباط (فبراير) 1979، بعد 15 عاما في المنفى قضاها في العراق ثم في باريس. وزار الرئيس محمود احمدي نجاد وأعضاء حكومته، ضريح الخميني، يرافقهم رجل الدين حسن الخميني نجل الإمام الراحل. وأفادت وكالة أنباء «فارس» بأن الحاضرين «جددوا العهد والميثاق مع الإمام الراحل للسير على نهجه، والوفاء لخلفه مرشد الجمهورية علي خامنئي». وكان نجاد قال خلال جلسة لمجلس الوزراء الأحد، ان «الشعب الإيراني سيوجّه في ذكرى انتصار الثورة، صفعة قوية لوجه الاستكبار العالمي»، معتبراً ان «الثورة كانت نافذة لخلاص البشرية». وفي رد ضمني على دعوة موسوي وكروبي انصارهما الى التظاهر في 11 الشهر الجاري، اكد نجاد عند ضريح الخميني انه «واثق من ان الشعب الإيراني سيخيّب آمال الأعداء في 11 شباط». وعلى رغم تصريح نجاد، دافع خاتمي عن «حق الشعب في الاعتراض»، مديناً إعدام معارضَين الأسبوع الماضي. ونقل الموقع الإلكتروني لمنظمته «باران» عنه قوله: «هذا العام، نأمل بمشاركة الشعب، بكل مواقفه وقناعاته المتداخلة، في احتفالات الذكرى الحادية والثلاثين للثورة». وأضاف ان هذه الاحتفالات «ليست حكراً على فئة او معسكر في المجتمع»، في اشارة الى تحذيرات السلطة للمعارضة من استغلال التظاهرات المقررة، للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وزاد: «نحن أيضاً مدافعون عن الثورة، ونؤكد ان من حقنا الكلام عن مظالمنا. وعلى الاعتراض السياسي الا يؤدي الى ضغوط وقمع وسجن وحتى اعدامات». في غضون ذلك، أكد رئيس السلطة القضائية في ايران صادق لاريجاني إنه لن يرضخ لضغوط المتشددين لإصدار مزيد من أحكام الإعدام ضد أنصار المعارضة. وقال: «لهذه المطالب طبيعة سياسية، وهي تتنافى مع القانون والشريعة. عند مراجعة قضايا المعتقلين، لن نضع في الاعتبار إلا القانون والشريعة الإسلامية». على صعيد آخر، سخر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي من تصريحات أدلت بها نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون حول تطورات الملف النووي الإيراني، متحدثاً عن «تباين» في آراء المسؤولين الأميركيين في هذا الشأن. وقال ان بلاده «لا تأخذ تصريحات كلينتون على محمل الجد، الى حين تحديد ملامح سياسة البيت الأبيض تجاه العلاقات بين ايران وأميركا». اما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فأكد «حق الدول الإسلامية في بناء محطات نووية والحصول على تكنولوجيا إنتاج الوقود النووي». الى ذلك، افادت قناة «بلومبرغ» الأميركية بأن الجيش الأميركي يعدّ خطة معركة جوية وبحرية جديدة، لمواجهة تهديدات يطرحها تعزيز تسلّح الجيش الصيني وامتلاك ايران اسلحة متطورة. وأشارت القناة الى ان المراجعة التي تجريها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاستراتيجيتها العسكرية مرة كل أربع سنوات، تفيد بأن طهران تنشر قوارب هجومية صغيرة الحجم في الخليج، ما يزيد التهديد الذي يشكله امتلاك ايران ودول أخرى أسلحة مثل غواصات لا تحدث ضجيجاً وصواريخ كروز متطورة قادرة على استهداف سفن. وأشارت الوزارة الى ان ايران زودت «حزب الله» في لبنان طائرات من دون طيار وصواريخ تُطلق من الكتف. واقترح التقرير حلولاً لمواجهة ذلك، تشمل البحث عن سبل اضافية لنشر قوات اميركية في الخارج، مثل المصادر البحرية، «في مناطق تواجه تحديات جديدة»، كما يشير الى ضرورة إعداد الجيش الأميركي لخوض عمليات عسكرية في «ميادين عدة خلال فترات زمنية متداخلة». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت الأحد الماضي، ان الولاياتالمتحدة تُسّرع وتيرة نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الخليج، استعداداً لأي هجوم محتمل قد تشنه طهران.