طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – نظمت إيران عرضاً عسكرياً في طهران أمس، إحياءً ل «يوم الجيش»، واعتبرت أن على الشعب الاميركي «ألا يدفع ثمن التهديدات الوهمية والافتراضية» التي توجهها إدارته ضدها. وشمل العرض الذي نُظم قرب ضريح الإمام الخميني جنوبطهران، صواريخ قصيرة المدى ودبابات وطائرات من دون طيار وأنظمة دفاع جوي ومقاتلات ومروحيات عسكرية، اضافة الى «وحدات نموذجية» من القوات الجوية والبحرية والبرية. واعتبر الموقع الالكتروني لشبكة «برس تي في» ان العرض الذي حضره الرئيس محمود أحمدي نجاد وأبرز قادة الجيش الايراني و «الحرس الثوري»، يُظهر «قوة» القوات المسلحة الإيرانية، مشيراً الى أن البلاد حققت إنجازات دفاعية ضخمة في السنوات الماضية. وقال قائد الجيش الايراني الجنرال عطالله صالحي ان السفن الحربية الأميركية في مياه الخليج «اهداف سهلة» للقوات الايرانية. واعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني ان «الجيش الايراني، ونظراً الى الروح الجهادية وتجربة السنوات الثماني للدفاع المقدس (الحرب ضد العراق)، هو الآن أقوى قوات مسلحة في المنطقة، اذ يدافع بكل صلابة عن مصالح ايران». في غضون ذلك، شدد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي على أن «لغة التهديد ضد ايران لم تكن مؤثرة، ولن يكون لها تأثير مستقبلاً أيضاً، فيما أن التعاون قد يسفر عن نتيجة». وقال لشبكتي «سي أن أن» و «يورو نيوز»: «إحدى القضايا الاساسية التي على الشعب الاميركي ان يعلمها، هي الفارق بين التهديدات الحقيقية وتلك الوهمية والكاذبة. وأوضحنا في محادثات اسطنبول (مع الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني) ما هي التهديدات الحقيقية، والطريق الأنسب لمواجهتها. ونعتقد بأن على الشعب الاميركي ألا يدفع ثمن التهديدات الوهمية والافتراضية». الى ذلك، أسّست طهران مركزاً لإدارة الحوادث النووية والإشعاعية الطارئة، سيديره رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباس دواني. واشنطن وكان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أعلن استعداد بلاده لتسوية «سريعة وسهلة لكلّ المشاكل» في ملفها النووي، خلال جولة المحادثات الجديدة مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في بغداد الشهر المقبل، كما لمّح الى مرونة محتملة في مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وجدد دعوته الغرب الى رفع العقوبات المفروضة على طهران، في إطار «بناء الثقة» بين الجانبين. لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أكد أن «أحداً لا يتحدث عن إلغاء العقوبات أو تخفيفها»، مضيفاً: «نريد أن نرى ايران تأتي مع مقترحات ملموسة، واذا حدث ذلك، سندرس كيفية الرد». وعلّق على انتقاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نتائج محادثات اسطنبول، معتبراً ان ايران «نالت هدية»، قائلاً: «نفرض الآن أقسى عقوبات في التاريخ ضد ايران، وستتكثف». أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فقالت: «أؤمن بمبدأ عمل في مقابل عمل، ولكن أعتقد بأن عبء العمل يقع على الايرانيين ليثبتوا جديتهم، وسنبقي العقوبات والضغط على ايران فيما يدرسون ما سيعرضون على مائدة التفاوض في بغداد، وسيكون ردنا وفقاً لذلك». وأضافت: «يجب أن تكون هناك أدلة على ان ايران ستتحرك بجدية نحو إزالة بعض جوانب الغموض في وضعها النووي، وأنها ستتخذ تدابير للاستجابة لقرارات مجلس الأمن وتبديد قلق المجتمع الدولي».