«لكل مقام مقال»، ولكل قضية إعلامية طرح يتوازى وقيمتها، وطريقة تمنحك فرصة طرحها باحترام لنفسك، ومشاهدك وقناتك، وللعالم أجمع، لكنه كعادته ضرب بكل ذلك عرض الحائط، قدم الصورة كيفما أراد تقديمها، متجاهلاً أبسط قواعد المهنية. لكن ذلك لا يأتي مستغرباً على وليد الفراج فالمتابع لمسيرته «المميزة» في برنامج الجولة عبر قناتين، واليوم عبر «أكشن يا دوري» على قناة جديدة لا يمكنه أبداً تغافل قدرة هذا المقدم على الاساءة للرياضة وممارسيها والعاملين في قطاعاتها، وقبل ذلك إهانة المجتمع السعودي ومشاهديه. في قضية «الراقصة» لم يأتِ الفراج بجديد فها هو يشارك قناة أخرى الطرح ذاته، لكن ما يميز وليد عن سواه هو «الهياط»، فوليد حدد زوراً وعلى الفور، المعسكر الذي شهد الحادثة، ولم يكلف نفسه حتى عناء الاتصال بالمسؤولين والتحقق، بل إنه أبدع وتخطى كل ذلك حين تجرأ على عرض مقابلة مجتزأة مع مسؤول «مدعياً» أنه يتحدث عن القضية ذاتها، على رغم أن الموضوع الذي تحدث عنه الضيف مختلف تماماً. بالطبع لست ألقي باللائمة هنا على الفراج، فهو لم يأتِ بجديد بل سار على النهج ذاته وأعاد «كوارثه» الموسمية فاجتر الاساءة وأهان متابعيه قبل ان يسيء للاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة والقائمين عليه بشكل خاص، ثم عاد ليهين السعوديين عموماً، اللوم يقع على من شرع له باباً دائماً لتكرار الأخطاء والاساءة، بعد أن توقع الجميع غير مرة أن ينتهي المقدم ويختفي «هياطه». لكن أكثر ما شدني في القضية هو غوص أطراف لا علاقة لها في الموضوع واصرارها على تنصيب الفراج بطلاً قومياً، فضيف الحلقة غرم العمري وصف ما عرض بالجراءة، معتبراً الفقرة مميزة، من دون أن يكلف نفسه عناء السؤال عن الاسباب التي قادت إلى تغييب الأصوات الأخرى ومناقشتها، لكني التمس له العذر فربما أن الدافع وراء حماسته هو الرغبة الطبيعية في «التعزيز». هي حادثة وانتهت، وأعلم بأنها على الأقل دقت مسماراً راسخاً في نعش مقدم بدأ يسير بثبات نحو الغياب جماهيرياً، بعد أن باتت أطروحاته وأهدافه واضحة للجميع. السواد يظهر كل بياض حوله، وهو ما حدث، فبعد الطرح المسيء عدنا لنكتشف أننا نملك من الأسماء المميزة ما يكفي لسد الخانات واخفاء المسيئين، تلخص ذلك في حلقة من برنامج «الملعب» الذي تعرضه القناة السعودية الرياضية فالتميز والمهنية العالية التي ظهر بها مقدم البرنامج عادل الزهراني، من خلال مناقشته لأطراف القضية كافة، وقدرته على استجواب الجميع بشكل واضح وشفاف رسمت الصورة العكسية، خصوصاً حين سأل عن الاسباب التي دعت الاتحاد السعودي إلى وصف عبدالله الفيفي باللاعب المسجون سابقاً على ذمة قضية أخلاقية. الزهراني عكس الصورة الحقيقة للمهنية الاعلامية وأحرج من خلال سنوات خبرة قصيرة الفراج، الذي قضى عمراً كاملاً في الوسط الإعلامي، فهاهو الأول يراهن على مهنية الطرح وقيمتها في كسب المتابعة، بينما الثاني لا يزال بعد كل السنوات يصف قصة مشجع «مخمور»، أو حكاية مفبركة ل«راقصة» في معسكر بالضربة الإعلامية، إنه «الهياط» وكفى. [email protected] @adel066