«البطيخة»... هي الإجابة الصحيحة، هذه العبارة أول ما يرد إلى ذهني بعد متابعتي لأي من حلقات البرنامج الرياضي اليومي «صدى الملاعب»، المحلل لبناني رياضي «البنية» يتحدث عن لقاء في الدوري السعودي يجمع الفتح بالتعاون ومطربات يرددن «يا مصطفى يا مصطفى... أنا بحبك يا مصطفى»، ورئيس نادي يلقي قصائد شعرية، وفقرات جديدة تمنح الجوائز للفائزين بمسابقة «الحلم» غير الرياضية، ودبكات غنائية ورسائل نصية تتحدث عن حجم أنف مقدم البرنامج الذي لا يتردد في قراءتها على الهواء، ولا مانع من التعاطي معها بتعليق مستفز، أشياء كثيرة تجتمع في ساعة من العذاب التلفزيوني لترسم المثل الشعبي القائل «سمك لبن تمر هندي» صورة حية. الرحمة تأتي في تقرير رياضي هزيل لا يعرض الجديد، ولكنه يقدم بنص جميل مخالفاً لكل شيء آخر في البرنامج. «إم بي سي» هي الشاشة الرائدة عربياً من خلال تجربة طويلة بنت علاقة قوية مع كل عائلة عربية لتأتي دائماً كخيار أول في كل شيء حتى الرياضة، بناء على هذه العلاقة تحظى فترتها الرياضية الوحيدة المتخصصة بالحضور، لكن السؤال المهم الواجب طرحه: ماذا لو تم تقديم الفترة ذاتها بمحتوى أكثر عمقاً ومذيع أكثر خبرة ووعياً وأقل بحثاً عن الأمجاد الشخصية وترديد اسمه في أغاني «الحسناوات»، هل سنجد منافساً لمثل هذا الفقرة؟ تجربة بتال القوس أو تركي العجمة أو وليد الفراج أو رجا الله السلمي وجميع الأسماء السابقة سعودية تظهر وبشكل واضح تميز الإعلاميين السعوديين في تقديم برامج رياضية قوية ومنافسة وذات قيمة ومحتوى راق قادر على مخاطبة الشارع الرياضي والتأثير عليه - وإن اختلفنا حول ماهية التأثير - ولا يقتصر الحديث هنا على تجارب السعوديين، فالإعلاميون الخليجيون سواء من قطر أم الإمارات خلقوا قاعدة جماهيرية مميزة. والداعي للبحث عن وجه خليجي لتقديم مثل هذه البرامج ليس العنصرية أو السعودة أو حتى «الخلجنة» لكن برنامجاً يركز تغطيته على الأحداث الرياضية السعودية بالدرجة الأولى تليها الخليجية والعربية سيحضر بشكل أكثر منطقية بمذيع يحمل خلفية رياضية خليجية أوسع، ومن دون استهانة بإرث الممثل المذيع المقدم المحاور مصطفى الآغا إلا أن غيره اليوم أكثر قدرة على تقديم الفقرة نفسها بشكل أكثر منطقية. تجارب الحضور والمشاركين في برنامج «صدى الملاعب» توضح في أحيان كثيرة عجز البرنامج عن التركيز على القيمة الرياضية، واليوم وبعد انتقال المراسل الوحيد المميز في البرنامج ماجد التويجري للقناة الرياضية السعودية بات واضحاً عجز البرنامج عن تقديم أية معلومة جديدة أو حصرية، وسنكتشف الأمر بشكل أوضح بعد أن يعاني الآغا من تسليط الأضواء على محتوى برنامجه في ظل توقيع ال«إم بي سي» لعقد حصري تبث من خلاله البرنامج شبه اليومي «أكشنها يا دوري» الذي يقدمه وليد الفراج إضافة إلى وجود بتال القوس في قناة العربية ببرنامجه «في المرمى» اليومي، وكلا البرنامجين يتميزان بوجود المحتوى الرياضي. وهو ما أعتقد بأنه سيجبر الآغا إما على الالتزام بتقديم محتوى رياضي حقيقي يواكب ما تقدمة القناة من خلال بقية برامجها أو الرحيل! وبرأيي أن الرحيل بالنسبة إلى الآغا وفي ظل ما يملكه من خبرة رياضية سيكون الخطوة الأخيرة في مشوار إعلامي طويل. [email protected] Twitter | @adel066