كانت فعلاً «لقطة الختام» كما أرادها، ذلك أنه أكد اليوم أن الموقف شخصي ليس أكثر، اللقطة الأخيرة التي قدمها بتال القوس بلمساته الشخصية كما أكد من خلال برنامجه، جاءت أقرب إلى تصفية حساب شخصي مع عضو شرف الهلال حسن الناقور، هكذا أرادها بتال وهكذا قدمها. لكن اتهام بتال بالتعصب، أو التصفية بناء على لقطة يتيمة سيكون مجحفاً، فبتال الذي تغنى بالمهنية لأعوام، يحتاج لمواقف متكررة ليثبت للمتابعين السعوديين أنه خلع زي المهنية منذ أمد، وبات معنياً فقط بتقديم ما يخدم حضوره الشخصي بشكل أو بآخر. موسم «في المرمى» هذا العام، وعلى خلاف سابقه، مثّل مسرحاً للأخطاء الصحافية البدائية، فبعد أن أصر بتال القوس على أن مراسله سأل إيمانا عن حركته الشهيرة خلال المؤتمر الصحافي، عاد ليلغي ذلك، ويقول إن السؤال جاء على هامش المؤتمر، قبل أن تخرج الحقيقة التي ما زال ينكرها في برنامجه حين اعترف المراسل بأنه لم يسأل إيمانا عن الإشارة المقصودة تحديداً، وبأنه اكتفى بسؤال عام حول «حركة» لا تحمل معنى واضحاً، على رغم ذلك ما زال بتال بعيداً عن الاعتراف بالخطأ. بعدها قرر بتال، وقبل المباراة النهائية في الدوري السعودي بين الأهلي والشباب أن يعرض تقريراً عن جماهيرية الشباب من خلال تحقيق ميداني يتحدث عن جماهير مأجورة، وبغض النظر عن محتوى التقرير وصدقيته، إلا أن بتال تعمد عرضه قبل المباراة بأيام معدودة مع أن أبسط قواعد المهنية، تقول إن الوقت المناسب لعرضه يأتي بعد المباراة لا قبلها، لكن ذلك لم يثنِ القوس عن قراره، والتغني بجملة «حق الرد محفوظ للأطراف كافة»، لا يفتح الباب أمام وسائل الإعلام للإساءة للآخرين. مواقف كثيرة صغيرة أو كبيرة حضرت هذا الموسم في «في المرمى» تثبت أن بتال بات يسير على خطى برامج عدة تجاهلت الحيادية، وغرقت في بحور «الشخصنة»، والحديث عن هذا البرنامج، أو مقدمه، ليس أكثر من تسليط الضوء على جزء من مشهد إعلامي مزعج في جوانب عدة، وبات لزاماً علينا اليوم رفضه، فالنفوذ الذي يمتلكه الإعلامي عبر قدرته على التواصل مع الجماهير، ومخاطبة الشارع الرياضي يفترض أن لا يستخدم في تمرير رسائل شخصية، أو خدمة اطراف على حساب أخرى، من باب الصداقة أو الحظوة، وبرامجنا الرياضية إلا ما رحم ربي فقدت كل شيء وتفرغت لذلك، لتبدأ بالتدريج في رسم خطى نهايتها القريبة كحال كل شيء آخر. قصة أخرى!... ربما أن الجماهير القدساوية على عكس جماهير الأندية الأخرى كافة تحمد ربها ألف مرة كل يوم، على أن مقرات الأندية ليست ملكاً خاصاً، وأنها تعود بملكيتها للرئاسة العامة، ذلك أن رئيس القادسية عبدالله الهزاع ترك كل الكوارث التي يعيشها فريقه، وتفرغ لبيع لاعبيه. واليوم ما عاد مستغرباً أن نرى الهزاع يبيع جزءاً من الملعب، أو المقر لو كان ذلك حقاً موفراً للنادي، والتبرير خلف كل هذا حاضر كالمعتاد في جملة «العجز المادي»، سؤال أخير يطرح نفسه، إذا كان الرئيس عاجزاً عن توفير الدعم المادي لفريق يشارك في الدرجة الأولى فما الداعي لبقائه؟ [email protected]