«مياعة» و«قلة أدب» و«مستشفى مجانين»، العبارات الثلاث تلخص محتوى برنامج «ديوانية اللاين»، فالحوار الذي دار بين عدنان جستنية ومحمد البكيري، بقيادة مقدم البرنامج محمد الشيخ، لم يحتوِ على أكثر من ذلك. مخطئ من يقول إن ذاك الحوار أساء للاتحاديين، أو للبرنامج، أو للقناة، فالحقيقة أنه أساء لوطن كامل، ولمشاهدين، ولعوائل أخطأت عندما اختارت البرنامج وجهة لمتابعتها، اليوم من الظلم أن نصف أمثال هؤلاء كأبناء للوسط الرياضي، فالحوار تعدى نطاق الرياضة، ولن نستغرب لو اقتحم رجال الشرطة «الديوانية» ليحققوا في ما حدث، فهو ببساطة «جريمة» في حق الذوق العام. الغريب والسؤال الأهم الذي يطرح دائماً، ويترك من دون إجابة هو: هل فشل الوسط الرياضي في صناعة بدائل لمثل هذه الأسماء التي أساءت لكل المنتمين للوسط؟ وهل فعلاً سيأتي نقاش بمثل هذه المفردات بما يخدم الرياضة، أو يطورها؟ الإجابة على كلا السؤالين هي بالطبع لا، وهو ما يجبرنا على طرح السؤال الأهم، هل باتت البرامج الرياضية اليوم تتعمد تقديم مثل تلك البرامج بحثاً عن الإثارة على حساب الإساءة للمشاهدين؟ الحرية التي نتمتع بها تحرم أية جهة حكومية من التدخل في عمل الفضائيات الخاصة، أو تحديد هوية ضيوف برامجها، لكن الحرية لا تعني في المقابل إهانة المشاهد، أو احتقاره، الحرية المسؤولة التي تفتقدها الفضائيات تحرم المشاهد السعودي من فرصة الحصول على مادة تلفزيونية تحترمه، وتستحق المشاهدة. الدليل الأبرز على غياب أبسط قواعد احترام المشاهد تتمثل في الفرصة التي لا تزال وحتى اليوم، تمنح لجستنية الظهور في القنوات، والإساءة لضيوفها، والقنوات التي لا تمانع بمثل هذا الحضور بحثاً عن الجدل أياً كان، ف«المياعة»، لم تكن السقطة الأولى فوصف إعلاميين ب«الحشرات» سبقها بأشهر، وفي البرنامج ذاته، وعلى وزن هذا السقطات جاءت أخرى، احترام المشاهد، والرياضة بات واجباً اليوم، لمن وجد فرصة الظهور الإعلامي، وأول قواعد تطبيقه هي تغييب جستنية تماماً عن أي ظهور تلفزيوني، وكل من يتبع نهجه. نهاية العالم... لقب الدوري بسباعية أخرج الهلال ضيفه بني ياس، وبركلات الترجيح أخرج الأهلي الجزيرة الإماراتي على أرضه، أما النصر، والشباب الإماراتيين فودعا البطولة باكراً، لكن ذلك كله لم يمنع العين من الاحتفال باللقب المحلي، وسط حفلة ضخمة لم تغيب أحداً. من حق الجميع أن يحتفل بأي لقب يتم تحقيقه لكن الحقيقة تقول إن الدوري الإماراتي يعاني ضعفاً على الأصعدة تماماً كحال بطولاتنا السعودية، وأن احتفالاً بهذا الحجم بلقب دوري يغيب أي دافع للاعبين لتقديم المزيد، إذا كان احتفال بهذا الحجم يأتي بعد تتويج بالدوري، فماذا سيفعل العين لو توج يوماً باللقب القاري، أو أنه سيترك المنافسة على ذلك اللقب لأنه لن يجد احتفالاً يوازي الحدث؟ على الأندية الإماراتية اليوم أن تحاول سريعاً معالجة واقعها، وعلى الاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن يضع الكرة المحلية في حجمها الطبيعي، وأن يتابع تراجع مستوى أنديته في البطولات القارية، إذ ما أراد فعلاً أن يعيد بريقها فواقع الاحتفالية «العيناوية» يقول العكس تماماً. [email protected] @adel066