يجري فريق من جامعة الدمام، دراسة تنموية لمحافظة قرية العليا، وآفاق تطويرها. وتتضمن الدراسة التي يشارك فيها أكاديميون وطلاب من قسم التخطيط الحضري والإقليمي من كلية العمارة والتخطيط، وضع استراتيجية للتنمية الاقتصادية المكانية لمحافظة قرية العليا والقرى التابعة لها. ويشرف على الفريق المكون من 20 طالباً يدرسون في السنة الرابعة، كل من الدكتور عبد الكريم خلف الهويش، والدكتور منير الزمان، والمهندس جميل الشيناوي. وسيقومون بإجراء دراستين تفصيليتين على مدار السنة الأكاديمية الحالية، تتضمن الأولى تنمية وتطوير مدن وقرى محافظة قرية العليا، والدراسة الثانية حول استراتيجية التنمية الاقتصادية المكانية للمحافظة. وقال الهويش: «إن العمل يتطلب إجراء الدراسة في الفصل الدراسي الأول، من خلال رحلة ميدانية إلى محافظة قرية العليا، لعمل مسح ميداني، وجمع المعلومات»، مشيراً إلى أن هذا «التعاون والتكامل المثمر بين الجامعة والمحافظة، يصبّ في ظهور دراسة تنموية مُستدامة، وإجراء تخطيط مستقبلي لقرية العليا، التي تُعد من المحافظات المهمة، والتي يُتنبأ لها بمستقبل عمراني زاهر». وتقع محافظة قرية العليا إلى الشمال من مدينة الدمام، إذ تبعد عنها بمسافة 320 كيلومتراً، وعن الحدود السعودية الكويتية، بمسافة 150 كيلومتراً جنوباً. وتتبع إدارياً إمارة المنطقة الشرقية. ويُقدّر عدد سكانها بنحو 20 ألف نسمة، 80 في المئة منهم سعوديون، وتتبعها 22 مركزاً وهجرة تقع على مسافات مختلفة منها. وتعتبر ثاني أكبر محافظة في الشرقية من حيث المساحة الجغرافية. ويوجد بها أجمل منطقة ربيعية وهي منطقة الصمان. وتتميز قرية العليا بخصوبة الأرض ووفرة المياه، على أعماق قريبة جداً من السطح. وتُعد أكبر مخزون للمياه الجوفية في المملكة. ويوجد فيها نحو ثلاثة آلاف مزرعة، تنتج 250 ألف طن من القمح، وهو ما يعادل نصف احتياجات السعودية من القمح سنوياً، إلى جانب الأعلاف والخضروات. كما تحوي أكثر من خمسة ملايين رأس من الماشية. وكذلك أكبر مزرعة للنعام في الشرق الأوسط، إذ تضم 10 آلاف طير من النعام. وسيُقام في المحافظة أكبر مزرعة لتربية الغزلان في المملكة. وعُرفت قرية العليا ب «النباج»، وكانت عبارة بئر قديمة، يقطنها أبناء البادية. كما كانت محطة عبور للحجاج القادمين من طريق البصرة والبحرين، إلى مكةالمكرمة. وتم إنشاؤها كبلدة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود «يرحمه الله»، في العام 1335ه (1916). وأنشأ فيها قصر عالي، سنة 1354ه الذي تم بناؤه ضمن قصور عدة في المملكة، بأمر من الملك عبد العزيز. واستُخدم القصر مقراً للدوائر الحكومية حتى بُني قصر حكومي مسلح. وتعتبر القرية المرجع الأساس لمنطقة الصمان؛ لتوافر جميع المرافق الحكومية والخدمات والمياه الجوفية فيها.