تشهد باريس منذ فترة إنتشار عربات الطعام المتجولة، وهي ظاهرة غريبة عن المدينة، في حين تنتشر بكثرة في مدن أميركية وأوروبية. وتسمح العربات المتجولة بتفادي التردد إلى مطعم حقيقي مرتفع الكلفة، والإستفادة من الوقت المتوافر للتمتع بالطقس إذا كان جميلاً، أو إنجاز مهام أخرى مثل التسوق. وبدأت هذه العادة في باريس عن طريق عربة تحمل إسم «العربة المدخنة» (لو كاميون كي فوم) تطوف شوارع العاصمة وتبيع الهامبورغر أساساً «المصنوع على الطريقة الأميركية الأصيلة» بحسب ما هو مكتوب فوق واجهتها، وبعض المأكولات الأخرى وحلوى ومشروبات. ويمكن متابعة خط سير العربة عن طريق الإنترنت إذ يكفي تدوين إسمها لإكتشاف أين تتواجد وفي أي ساعة ستمر في حي محدد مثلاً. وصارت «العربة المدخنة» نجمة سكان الأحياء الباريسية خصوصاً الذين يغادرون مكاتبهم لتناول وجبة الغداء، إلى درجة أن إقتناء وجبة بات يتطلب الكثير من الوقت بسبب طابور الإنتظار الطويل الذي يتكون في دقائق قليلة وفي كل شارع تتوقف فيه العربة. أدى هذا النجاح إلى إنتشار الظاهرة فتكاثر عدد العربات، ما أثار إهتمام الشيف ألان دوكاس من المطعم الراقي الخاص بفندق «بلازا أتينيه» الباريسي الأنيق، فأسس مطعماً متجولاً على غرار العربة، مع امكان الجلوس أمام طاولة وتناول الوجبة، لقاء بدل مادي معقول ونوعية أكل ممتازة. وأبدت السلطات الرسمية في العاصمة إنزعاجها من كل ما أثير من بلبلة حول المطاعم الجوالة، موضحة انها ستقلل عدد التصريحات التي تمنحها للباعة المتجولين.