يعقد المعهد الألماني للأبحاث الشرقية (OIB) مؤتمراً في بيروت بعنوان «العالم المقلوب – مؤتمر حول الحراك الثقافي في المنطقة العربية». يمتدّ هذا المؤتمر خمسة أيّام بين 4 و8 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ويُشارك فيه كتاب ومفكرون وفنانون وناشطون عرب وأجانب، وتدور بينهم نقاشات وتبادل خبرات من شأنها تسليط الضوء على الجانب الإبداعي لأعمال التغيير السياسية في المنطقة. ويحتفل «العالم المقلوب» بالحرية بوصفها واحدة من سمات العاصمة بيروت المعروفة بتنوعها. وانطلاقاً من هذه الفكرة ستقام ضمن برنامج المؤتمر أنشطة كثيرة في مواقع مختلفة في المدينة، ومنها المعهد الألماني للأبحاث الشرقية وجامعة القديس يوسف (المكتبة الشرقية) ومسرح مونو، ومسرح غولبنكيان في LAU ومركز بيروت للفن. ويفتتح المؤتمر الروائي الياس خوري، ثم تُجرى أربع جلسات حول الجوانب الإقليمية والثقافية في المنطقة العربية. الجلسة الأولى بعنوان «الرسائل الصوتية: الموسيقى الشعبية والتحوّل الاجتماعي والسياسي على أثير الربيع العربي»، للإشارة إلى الجيل الجديد من الموسيقيين الشباب المناضلين من خلال موسيقى «الهيب هوب» وموسيقى «الكترو فلسطينية»، فضلاً عن «البوب» وأغاني الثورة، وهي جميعها تميّز هذه الجلسة الديناميكية. أما الجلسة الثانية «سرديات متسلسلة وغير متسلسلة في نطاق الثورات العربية» (الثورة تتحدث)، فتجمع باحثين وفنانين وناشطين لمناقشة آلية وسائل الإعلام الجديدة في ما يتعلق بالثورات الحالية، ويحضرها المبرمج والمصمم المعروف ليف مانوفيتش، ومن لبنان الصحافية سحر مندور والناشط المصري حسن شوباشي. ويناقش أكاديميون وناشطون من مصر والبحرين وليبيا وهولندا وصربيا ولبنان تأثير الربيع العربي في «الاحتجاجات العلنية والسيناريوات الخفية». «الفكاهة، المعاناة والمقاومة» هي محور الجلسة الرابعة التي ترصد الوظائف المختلفة للطرافة في التعامل مع القمع السياسي والاجتماعي والثقافي. وتستعرض الأكاديمية المصرية منى أباظة وفنان الغرافيتي المصري علاء عوض ما شهده وسط القاهرة من تراث مصري وملحمة شعبية، كما يعرض الباحث اللبناني نادر سراج رؤيته الألسنية للفعل - الجملة «ارحل». ويتخلل المؤتمر، بالتزامن مع حلقات النقاش، عرض سلسلة من الأفلام العربية القصيرة على درج «مار نقولا» في الجميزة الجمعة 5 تشرين الأول. وتتنوع هذه الأفلام في موضوعاتها بين قضايا مهمة مثل صوت المرأة في الثورات والموسيقى كمتنفس للتعبير عن الاهتمامات الاجتماعية. أمّا الأحد 7 تشرين الأول، فتحتفل فرقة «خط ثالث» بإنجاز مشروعها التسجيلي الإقليمي على مسرح مترو المدينة شارع «الحمرا». يُذكر أنّ المعهد الألماني للأبحاث الشرقيةببيروت (OIB) هو مركز أبحاث ألماني يدعم الأبحاث التاريخية المعاصرة المتعلقة في الشرق الأوسط والعالم العربي، بالتعاون مع باحثين وهيئات علمية أكاديمية في المنطقة.