أثّرت نتائج استطلاع رأي حول انتخابات الرئاسة في تركيا، في أجواء الترتيبات الاحتفالية والاستعدادات للمؤتمر الرابع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، والذي سيختتم من خلاله رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مسيرته الحزبية، إذ سيكون المؤتمر الأخير الذي يترشح فيه مجدداً لزعامة الحزب لأربع سنوات. وكشف «مركز متروبول للدراسات الاجتماعية والاستراتيجية» في اسطنبول، استطلاع رأي أعدّه حول من يفضّل الأتراك أن يكون رئيسهم المقبل، وأظهر أن الرئيس الحالي عبدالله غل أكثر شعبية من أردوغان الذي خطّط لتولي رئاسة الجمهورية العام 2014، وبدأ الإعداد لذلك، انطلاقاً من ترتيب البيت الداخلي لحزبه، من خلال المؤتمر العام الذي يُتوقع أن يشهد تغييرات ضخمة تُمكّن أردوغان من إعادة بناء الحزب، في شكل يبقيه تحت سيطرته خلال توليه الرئاسة. وأشار الاستطلاع الذي شمل حوالى 3 آلاف شخص، إلى أن 51 في المئة من القاعدة الشعبية لحزب «العدالة والتنمية» ترغب في التجديد لغل، فيما يفضّل 38 في المئة أن يتولى أردوغان الرئاسة، وهذه نسبة ضئيلة، خصوصاً أنها بين أنصار حزب أردوغان وحكومته. ويتّسع الفارق بين الرجلين، إذا احتُسبت إجابات المُستطلعين من كلّ التيارات السياسية، إذ نال غل 51 في المئة، في مقابل 22 لأردوغان. ولفت الاستطلاع إلى أن غل تقدّم أردوغان أيضاً في أصوات أحزاب المعارضة القومية والأتاتوركية التي تفضّل احتفاظ الرئيس الحالي بمنصبه. وتفيد تحليلات أولية لنتائج الاستطلاع، بأن القاعدة الشعبية والحزبية تبدو راضية عن أداء أردوغان بوصفه رئيساً للوزراء، لكنها ليست واثقة بوجوب أن يكون الرئيس المقبل لتركيا، كما أن الغالبية مرتاحة إلى أداء غل في الرئاسة. يأتي ذلك قبل المؤتمر العام للحزب في 30 الشهر الجاري، والذي يُتوقع أن يشهد تغييرات في قياداته، يليها تعديل في تشكيلة الحكومة، ينفّذها أردوغان تحت شعار منح فرصة لوجوه شابة، والأخذ في الاعتبار أن غالبية نواب الحزب، وبينهم رئيس الوزراء، لن يحقّ لهم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، إذ إن برنامج الحزب يمنع ترشح أعضائه لأكثر من 3 دورات برلمانية متعاقبة. ويُتوقع أن يُعلن أردوغان منح نعمان كورطولمش منصباً قيادياً في الحزب، تمهيداً ليخلفه في قيادته، كما يرجّح مقربون من رئيس الوزراء. وكورطولمش أستاذ جامعي كان نافس أردوغان سياسياً، من خلال ترؤسه «حزب السعادة» الذي أنشأه الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، قبل أن ينشق عنه ويؤسس «حزب الخاص» الذي انتهج خطاً إسلامياً ناقداً لسياسات أردوغان الاقتصادية والخارجية. لكن كورطولمش حلّ حزبه وانضم الأسبوع الماضي، مع بعض قياداته، إلى حزب «العدالة والتنمية»، في إطار صفقة لتجديد دماء الحزب الحاكم، أثارت تساؤلات وانتقادات صامتة داخل الحزبَين.