في تطور لافت في القضاء السعودي حضرت أربع محاميات سعوديات جلسة محاكمة «الجيزاوي»، حيث قمن بتدوين وقائع الجلسة وتدوين المرافعات الشرعية فيها في خطوة تهدف إلى اكتساب الخبرة من خلال مثل هذه القضايا الكبيرة. وتحدثن قبل دخول قاعات المحاكمة ل «الحياة» أمس، بالقول أنهن يهدفن من الحضور إلى الاستماع لمحاكمة المحامي المصري أحمد الجيزاوي في قضية التهريب والاستفادة من الناحية القانونية للترافع مستقبلاً. وأشرن إلى أنهن خريجات قسم القانون من جامعة الملك عبدالعزيز في محافظة جدة، وهن في المرحلة الحالية يتدربن في القانون من خلال حضور الجلسات القضائية لبعض المحاكمات التي تكون علنية. ولم تكتف هؤلاء المحاميات بالاستماع فقط بل عمدن إلى تدوين الكثير من النقاط التي تجري في المحاكمة من خلال الترافع وتقديم لوائح اعتراضية والجوابية وآليتها وطريقة تقديم الدفوعات والطعن في الإجراءات وغير ذلك من الأمور الأخرى التي حاولن من خلال حضورهن يوم أمس كسر الرهبة والخوف من الدخول إلى قاعات المحاكم. وسبق أن أذنت المحكمة الإدارية في جدة لخمس من خريجات قسم القانون بكلية دار الحكمة بالحضور وسماع المداولات في جلسة حكم قضية تطالب بإعطاء النساء حق التسجيل في الانتخابات البلدية. وقالت الخريجات اللائي حضرن حينها إلى المحكمة ل «الحياة» «لم نصدق السماح لنا بالدخول وسماع المرافعات من أمام القاضي، إذ تم دخولنا إلى مقر المحكمة بكل سهولة، كنا نتوقع وجود «بيروقراطية» وتشديد في حضور الجلسات ومنع من الدخول إلى المحكمة على اعتبار أن الجلسة علنية». وأضفن: «لم نتوقع أن يتم قبول قضية رأي عام مثل قضية الفتيات السعوديات ضد وزارة الشؤون البلدية والقروية للسماح لهن بالمشاركة في الانتخابات البلدية، وأن تكون الجلسة علنية فكان هذا التحدي هو ما دفعنا لمحاولة حضورها». من جهته، أوضح المحامي والمستشار القانوني عضو هيئة التدريس في كلية دار الحكمة قسم القانون الدكتور إبراهيم الأبادي أن حضور طالبات القانون لجلسات المحاكمات فيه فوائد كبيرة لأنهن بذلك يدخلن المرحلة العملية والتطبيقية لما درسنه نظرياً. وقال ل «الحياة» إن حضورهن لجلسة يوم الأربعاء الماضي فرصة كبيرة لهن كي يزلن الرهبة من مباشرة الأعمال القانونية التي تلقينها، ويشاهدن تطبيقها بصورة عملية، وبذلك يمتزج العلم النظري بالعملي ويفتح ذلك مدارك الطالبة للتطبيق الناجح والفعال في حياتها المهنية مستقبلاً.