قد يلجأ الناخبون الأميركيون إلى «مؤشرات» غير مألوفة لتوقّع الفائز في السباق الرئاسي الأميركي المحتدم، إذ يقول البعض إن المحال المتخصصة في بيع أزياء «هالوين» التنكّرية، تبيع الأقنعة التي تمثّل وجه الرئيس باراك أوباما أكثر من الأقنعة التي تجسد منافسه الجمهوري ميت رومني، ما يعني، في رأي هؤلاء، إن أوباما يتمتع بشعبية أكبر وأنه «سيفوز في الانتخابات». وذكرت شبكة «أي بي سي» نقلاً عن موقع «باي كوستومز»، أن الأقنعة التي تجسد أوباما بيعت أكثر من الأقنعة التي تجسد رومني بنسبة 30 في المئة. وأفادت الشبكة بأن مبيعات أقنعة المرشّحين، قبل عيد «هالوين» الذي يحتفل به في الولاياتالمتحدة بشكل خاص ويصادف في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، نجحت في توقع نتائج الانتخابات الأربعة الماضية في أميركا. ورُصد استخدام كلمة «هالوين» للمرة الأولى في القرن ال16 في أدبيّات إسكتلندية. واستمرّ الاحتفال التقليدي بهذا العيد عبر الأجيال، باعتباره عيد الحصاد و»يوم تكريم الموتى» أيضاً. لذلك يقترن، في المخيلة السينمائية الأميركية، بحبكات الرعب وقيام الأموات لمطاردة الأحياء، وفي المخيلة الشعبية اليومية يرادف التنكّر، لا سيما بين الأولاد، وغالباً بأقنعة وأزياء «مخيفة». لكن، أحياناً، يكفي التنكّر لإخفاء هوية الشخص والتندّر بذلك في حفلات تضم أصدقاء، إضافة إلى تباهي الأولاد بأزيائهم التنكّرية في الأحياء التي يقطنونها، حيث يطرقون أبواب الجيران طلباً للحلوى والمكسّرات. وإذ تتمحور أفكار الأزياء في «هالوين» غالباً حول شخصيات خرافية، فقد تغيّر النسق خلال العقود الماضية ليشمل مشاهير وسياسيين وشخصيات من السينما وأفلام الرسوم المتحركة. وتكرّست حفلات «هالوين» التنكرية منذ أواخر القرن ال19 في اسكتلندا وإرلندا، ثم امتدّت إلى أميركا الشمالية، حيث بدأ الانتشار الاستهلاكي للأزياء التنكرية المرتبطة بهذا العيد في الثلاثينات من القرن ال20. وزخرت الصحافة الأميركية، مستهل العام الحالي، بنقاش حول كتاب للصحافية في «نيويورك تايمز» جودي كانتور، بعنوان «آل أوباما»، أوردت فيه إن البيت الأبيض «تستّر» على حفلة «هالوين» باذخة عام 2009، نظّم «مؤثراتها» مخرج فيلم «أليس في بلاد العجائب» تيم بورتون وبطل الفيلم جوني ديب. إذ لم يُدعَ الصحافيون إلى الحفلة، بحسب كانتور، خشية ردود الفعل الشعبية التي يمكن أن تولّدها هذه «الصورة الرئاسية» في ظل الأزمة المالية وتفشّي البطالة. غير أن بياناً صادراً عن البيت الأبيض، قلّل من شأن ما نُشر في الكتاب، معتبراً إياه «أخباراً قديمة مضخّمة». فكيف ستكون زينة مقرّ الرئاسة هذا العام؟ وهل تكون الحفلة الأخيرة للسيد والسيدة أوباما في البيت الأبيض... أم تصدق «توقّعات الأقنعة»؟