تضطلع الشخصيتان المتناقضتان، آن رومني البيضاء والمتحدرة من عائلة ثرية، وميشيل أوباما السمراء التي نشأت في عائلة متواضعة، بدورين رئيسين في حملتي الانتخابات الرئاسية لزوجيهما ميت رومني وباراك أوباما. وعلى رغم أن المحللين يرون أن الأميركيين يصوتون لرئيس وليس لزوجته، يساهم دور السيدة الأولى في توجيه آراء الناخبين، خصوصاً أن كثيرين يرون استحالة تقبلهم رئيساً من دون وجود زوجة إلى جانبه، ولعبها دوراً مهماً جداً في السياسة الداخلية. من هنا شكل خطاب آن رومني أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا بولاية فلوريدا الأسبوع الماضي موضع ترقب شديد، خصوصاً أنه هدف إلى إظهار الجانب الإنساني من ميت رومني الذي طالما اعتبر بارداً وبعيداً من الناس. وقالت كاثرين الغور، الأستاذة في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد والمختصة في تاريخ السيدات الأول، إن «الأميركيين يعتقدون بأن هؤلاء النساء يستطعن رسم الصورة الحقيقية عن أزواجهن عبر التحدث عن طريقة تصرفهم في حياتهم الخاصة، كأزواج وآباء ومسؤولين عن شؤون العائلة». ويتوقع أن يتابع الأميركيون بانتباه خطاب ميشيل أوباما خلال مؤتمر الديموقراطيين الذي يفتتح أعماله في شارلوت بكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) اليوم. وترى جودي كانتور، الصحافية في «نيويورك تايمز» ومؤلفة سيرة الزوجين أوباما، أن السيدات الأول يجب أن يترفعن عن الخلافات السياسية، لافتة إلى أن آن رومني بدأت خطابها أمام المؤتمر الجمهوري بالقول: «أريد أن أحدثكم عن الحب، على رغم أنها كانت تلقي خطاباً سياسياً بامتياز». وأضافت كانتور: «كلما ارتقينا فوق المعركة، كنا أقوى». وتدرك ميشيل أوباما (48 سنة) ذلك جيداً، إذ تمسكت طوال فترة ولاية زوجها بالدفاع عن قضايا تحظى بإجماع، مثل دعمها عائلات الجنود أو تنفيذ مبادرات لمكافحة البدانة. وهي متخرجة في جامعتي برينستون وهارفرد ولديها ابنتان، وخاضت مسيرة مهنية لامعة. واهتمت آن رومني (63 سنة) الحائزة إجازة من جامعة بريغام يونغ المورمونية في يوتا، بتربية أولادها الخمسة. والتحقت بالكنيسة المورمونية التي ينتمي إليها زوجها وخاضت معركة ضد سرطان الثدي والتصلب اللوحي. وبعدما واجهت انتقادات في نيسان (أبريل) حول عدم ممارستها أي عمل في حياتها، دافعت آن رومني عن خيارها وكتبت على موقع «تويتر»: «اخترت البقاء في المنزل لتربية أبنائي الخمسة، ويتطلب ذلك عملاً كبيراً». وقالت آن رومني لمحطة «فوكس نيوز»: «أريد الاستماع إلى الرئيس، وإلى ميشيل أوباما أيضاً»، مع العلم أن الأخيرة امتنعت عن متابعة مؤتمر الجمهوريين، وقالت لمحطة «سي بي إس»: «بصفتي زوجة الشخص الذي يريدون هزمه، فضلت عدم المتابعة».