أكدت شرطة المنطقة الشرقية نجاح خطتها الأمنية للحيلولة من دون وقوع «فوضى» أو«حوادث شغب» خلال الاحتفالات ب«اليوم الوطني»، مساء أول من أمس، وإن أقرّت بوقوع «تجاوزات» كان أبرزها في مدينة حفرالباطن، التي شهدت حالات «فوضى محدودة»، قام خلالها شبان بإزعاج المحتفلين، وإلقاء الحجارة على الدوريات الأمنية، التي كان وجودها «محدوداً» في البداية، قبل أن تبادر إلى تكثيف وجودها، ما أدى إلى السيطرة على الأوضاع. وعاشت حفرالباطن، مساء أول من أمس، أجواء متفاوتة، تصل إلى حدّ «التناقض» في تعبير شبابها عن احتفالهم ب«اليوم الوطني»، إذ انقسموا إلى فئتين، اختارت الأولى أن تحضر آخر أيام ملتقى «وطني الحبيب»، الذي تنظمه «الندوة العالمية للشباب الإسلامي»، بالتعاون مع لجنة التنمية الاجتماعية فغصّت جنبات الممشى المجاور لإدارة التربية والتعليم، بالشبان، الذين تابعوا أمسية للشاعر خلف المشعان، كما ألقى الداعية شعوان الظفيري، كلمة تناول فيها «هموم الشباب وتطلعاتهم». في مكان آخر، وتحديداً في الممشى الواقع على طريق الشمال، قامت الفئة الثانية من الشبان بتنظيم مسيرات تحوّلت بسبب فوضويتها إلى «حفلة إزعاج»، إذ كانت أصوات الموسيقا والصرخات الهستيريّة والتحرش اللفظي بالعائلات حاضرة، ما حدا بكثير من الأسر إلى المسارعة بمغادرة المكان، واختار بعضها الاتصال بالدوريات الأمنية، التي حضرت أعداد قليلة منها بدايةً، ما شجع الشبان على رجم الدوريات بالحجارة، والهرب إلى داخل الأحياء، بيد أن التواجد الأمني المُكثف لاحقاً، أعاد الهدوء والاستقرار إلى المكان، وشددت القبضة الأمنية، وأسهم التواجد الأمني في شوارع حفر الباطن، في إجهاض أي محاولات لتحويل مسيرة الاحتفال إلى «التخريب»، وعلى رغم وجود بعض المواقع التي شهدت محاولات «تخريب»، إلا أنه لم تُسجّل أي خسائر مادية أو إصابات، ومرّت الليلة بسلام. بدوره، نفى المتحدث باسم شرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، صحة ما تردد عن إطلاق نار في حفرالباطن، خلال احتفالات «اليوم الوطني»، لافتاً إلى أن ما تم تصويره وتناقلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، «عبارة عن مظاهر فرح، شارك فيها عدد من الشبان»، وأقرّ الرقيطي، في تصريح إلى «الحياة»، بأن «بعض الشبان تجاوز مظاهر الفرح، بسلوكيات خاطئة، وتم ضبطهم، والتعامل معهم في حينه»، مشدداً على أن «الحالة الأمنية في المحافظة لم تُسجل أي ظواهر اعتداء أو تخريب». وتداولت مقاطع فيديو على نطاق واسع مساء أول من أمس، عبر شبكة الإنترنت، توضح قيام مجموعة كبيرة من المراهقين وصغار السن، يسيرون على الأقدام، ويقومون بتصرفات «فوضوية»، والتعدي على النظام، من خلال قذف رجال الأمن والدوريات الأمنية بالحجارة، والهروب إلى داخل الأحياء السكنية الواقعة في منتصف شارع الأمير سلطان (الستين)، إلا أن شرطة حفر الباطن تمكنت من السيطرة عليهم ومنعهم من ممارسة التفحيط ومضايقة العوائل. ونجحت الدوريات الأمنية في السيطرة على الحركة المرورية في حفر الباطن، وضمان عدم توقف السير أو تعطيله من قائدي السيارات، بتفرقة السيارات التي شاركت في مسيرة احتفالات اليوم الوطني،وكان عددها كبيراً، لضمان عدم حصول فوضى، وأقامت نقاط تفتيش، فيما كان الحضور الأمني مُكثفاً في جميع الشوارع، وخصوصاً في شارع الأمير سلطان. وأكد الرقيطي، أنه «لم يتم تسجيل أي تجاوزات أمنية تُذكر، ويمكن القول بأن خطة حفظ الأمن والحركة نجحت في استيعاب الكثافة العالية، التي شهدتها مواقع الاحتفالات من أهالي المنطقة وزوارها، مع التواجد الأمني المُكثف، والانتشار في المواقع الرئيسة تحديداً، وتغطية مواقع الاحتفالات والفعاليات والطرق المؤدية إليها، في كل من الواجهات البحرية للدمام والخبر وشاطئ نصف القمر، إضافة إلى المجمعات التجارية التي أخذت نصيباً وافراً أيضاً في الفعاليات المُخصصة للعوائل».