وحل موعد (الفرحة) التي ترقبها الجميع ببالغ الشوق، ذلك الشوق الذي أنتج (فرحة عارمة) جابت شوارع المدن السعودية، تلك الفرحة التي لم تخلُ من (مظاهر) كادت تعكّر صفو مناسبة كتلك، لولا لطف الله، ومن ثم (تواجد) رجال الأمن في (الزمان) و(المكان) المناسبين. في احتفالات مدينة الرياض باليوم الوطني، بعد صلاة العشاء مباشرة مساء أمس، خرج إلى الشارع المواطنون والمواطنات بكثافة أدت إلى (زحام) أفضى بدوره إلى ارتباك شديد في عملية السير، وتحديدا في (شارع التحلية) الذي شهد ما هو أكثر من زحام. زحام يبدو أنه كان (متوقعا)؛ هذا ما أكده ذلك العدد الهائل من رجال المرور الذين تواجدوا مباشرة من بعد صلاة المغرب، وتواجدت معهم (آلياتهم) التي رأينا منها (باص الأمن)، وال(سطحة) على جانبي طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) في مدينة الرياض. مشعل ا لمطير ي كا ن قد ركن سيارته في أحد الأحياء المجاورة لشارع (التحلية)، وراح يمشي على قدميه، يقول: ”تم تضييق الخناق على المواطنين، وسحبت سياراتهم التي تلوّنت بألوان علم السعودية، لقد قدمت من خارج مدينة الرياض لأستمتع بهذه الاحتفالات وأعبِّر عن حبي للوطن من خلال تلوين سيارتي، لكنني فو جئت بمنعي من المشي بسيارتي، وإنزال الأعلام التي كنت اشتريتها خصيصا لهذه المناسبة الغالية على قلوبنا“. ويستغرب المطيري من عدم وجود أماكن احتفالات مخصصة لليوم الوطني ويستغرب كذلك من تلك الإجراءات الأمنية التي قوبل بها. وفي الجانب الآخر يقول ماجد الحربي: ”تم إيقاف سيارتي بسبب تعليق أعلام السعودية عليها، التي كلفتني مبالغ كبيرة، أنا لم أرتكب جرما بحق أحد، ولم أعترض طريق أحد“. تركت ماجد وحيرته واتجهت بالقرب من أحد المحتجزين في (الباصات)، لكن لصعوبة الوصول حاولت التحدث مع أحدهم فأشار إلي بعلامة النصر، وسألته عن سبب احتجازه فقال: (اذا معك علم لا تطلعه ترى يمسكونك). وفي جدة انقلب شارع الأميرمحمد بن عبدالعزيز (التحلية) إلى مسرح لكرنفالات استعراضية شبابية بعد أن توشحت أرتال من السيارات بأعلام السعودية، كل بحسب طريقته في التعبير عن مظاهر الفرح بمناسبة اليوم الوطني، وارتفعت الأهازيج لتعانق سماء التحلية، شباب صبغوا و جوههم باللونين الأبيض والأخضر، إضافة إلى ملابسهم، وعلى الرغم من أن ا لمشهد تعجز ا لعبارات عن وصفه، إلا أن الجميع خرجوا بروح واحدة للاحتفال بالوطن. حضرت ”شمس“ في الموقع لتنقل الحدث، ورغم المظاهر إلا أن الحركة المرورية كانت تسير بشكل جيد ، بعد أن نجحت الجهات الأمنية التي كثفت تواجدها في واحد من أهم الشوارع التي يتوجه إليها الشباب في وضع خططها منذ وقت مبكر لمنع التجاوزات، إضافة إلى عدم شل الحركة المرورية. كما شهدت شوارع محافظة حفر الباطن ليلة أمس اختناقات مرورية كبيرة نتيجة الفوضى العارمة التي تسبب بها عدد من المراهقين بمناسبة اليوم الوطني، وبذل رجال الشرطة والمرور جهودا جبارة في السيطرة على الوضع وتفريق هذه المسيرات الفوضوية المُبالَغ فيها كثيرا و التي تجاوزت المعقول، وتسببت هذه المسيرات بعدد من الحوادث البسيطة كان لدوريات الشرطة نصيب منها حيث تعرضت دوريتان للاصطدام.