كنا في الأيام القليلة الماضية أمام انتخابات الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم تنتهي اليوم، لم تحدث من قبل، لاختيار اتحاد جديد منتخب. غطاؤه القانوني جاء من أعلى سلطة رياضية في العالم. إن هذا التحول هو ما كنا نطالب به سراً وجهاراً، ولا سيما أن اتحاد كرة القدم هو السلطة الأعلى في التشريع لكرة القدم المحلية، وهو أكثر الاتحادات حاجة إلى التدوير. ولا شك أن من الصعب، بل من المستحيل أن ترى منظومة عمل «شركة أو مؤسسة» لا يمكن أن تخضع للتغيير على مستوى مجلس إدارتها، أو جمعيتها العمومية، ولذلك من الواجب علينا نحن الرياضيين أن نقول لذلك الشاب صاحب فكرة التحول والتغيير، الأمير نواف بن فيصل «شكراً».. فقد فعلت ما كان تحقيقه أقرب إلى الخيال، واتخذت قراراً لا يقدم عليه إلا الواثقون. ولأننا اليوم أمام انتخابات هي الأولى بعد ستة عقود، فإن علينا أن نرحب بهذه الخطوة وندعمها، حتى وإن كان لي وجهة نظر في الشخصيات المتقدمة للانتخابات، حيث يفتقر بعضها إلى الخبرة، وتقدم آخرون من أجل أن يقولوا: «نحن هنا»..! وعلى العموم، فإن الفكرة والخطوة هي في رأيي تبقى أهم من البحث عن سيرة الأشخاص المتقدمين في هذا الوقت بالذات، مع أملي وتطلعي لأن يكون المنتخبون ممن يملكون الفكر الرياضي والخبرة والرؤية المستقبلية، وإن كان هناك ما أخشاه على هذه الانتخابات، فهو تلك التكتلات التي قد تصعد بأحد هذه الشخصيات، بناءً على مواقف ومصالح وأهداف شخصية، ونكون هنا قد خرجنا عن المسار الذي من أجله تمت هذه الانتخابات، ومع تسليمي بأن أي انتخابات لا يمكن أن تكون نزيهة بالدرجة الكاملة، إلا أننا نتمنى أن تكون نسبة النزاهة فيها عالية، وأن نضع مصلحة ومستقبل كرة القدم السعودية فوق مصالحنا، ولن يكون ذلك إلا باختيار شخصية قيادية لرئاسة اتحاد كرة القدم، حتى وإن اختلفنا معها، إن كانت قادرة على تحمل مهام المرحلة المقبلة، متى كنا جادين في التغيير ودفع عجلة التطور إلى الأمام. وتلك في رأيي واحدة من أهم التحديات التي ستواجهها الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، وهي المكونة من الوسط الرياضي، وعليها وعلى أعضائها تقع مسؤولية وضع الثقة في من يستحقونها، بعيداً عن أي حسابات أخرى. ولعلّ من الإنصاف أن نشيد - ونحن على أبواب انتخابات لاختيار اتحاد جديد - برئيس اتحاد كرة القدم الحالي أحمد عيد الحربي، فقد أدار الاتحاد بحكمة ووعي واقتدار، ووقف على مسافة واحدة من الجميع، وتلك فنون الإدارة التي لا يجيدها إلاّ المؤهلون الواثقون. [email protected]