تأكيداً لعبارة والده الخالدة «الاتحاد العربي ولد ليبقى، ويبقى ليستمر، ويستمر ليتطور» التي تحولت في ما بعد إلى وصية، جاء الابن ليكمل ما رعاه والده المؤسس الراحل للاتحاد العربي لكرة القدم، الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله». تلك قصة اتحاد نشأ وتأسس وحظي بالرعاية والاهتمام من القيادة الرياضية لهذه البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود وسط دعم غير محدود من القيادة الرشيدة التي تنادي على الدوام بوحدة الأمة العربية واتحادها. إننا اليوم أمام مرحلة جديدة تحمل التفاؤل في عمل الاتحاد العربي، إن كان على مستوى كرة القدم، أو على مستوى الألعاب الرياضية ككل، في ظل رئاسة جديدة وطموحة وشابة يقودها باقتدار ابن فيصل الأمير نواف بن فيصل بن فهد. وقد لفت انتباهي في اجتماعات الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية العربية هذا الاتفاق العربي «الأخوي الوحدوي» الذي انتهت به نتائج الاجتماعات، واختار بالإجماع الأمير نواف بن فيصل رئيساً لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية خلفاً للرئيس السابق الأمير سلطان بن فهد. ولعل اللافت أيضاً ما قالته البطلة الأولمبية المغربية، وعضو اللجنة المغربية نوال المتوكل بعد نهاية الاجتماعات: «إن شخصية الأمير نواف تذكرها بشخصية الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - لقد اكتسب خبرات كبيرة في المجال الرياضي والإداري من والده». وأضافت المتوكل في كلمات تحمل كل التقدير والدعم للأمير الشاب «الإجماع الذي حظي به من جميع الرياضيين العرب في الجمعية إنما هو ترجمة للمكانة الكبيرة والعالية لبلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، قلب العالم الإسلامي قاطبة». إن الاتحاد العربي للألعاب الرياضية هو المظلة الواقية، والمناخ الدافئ لشباب الوطن العربي من مائه شرقاً إلى مائه غرباً، وبات تواجده وتفعيله في هذا الوقت مطلباً مهماً وملحاً، إذ المصير والهدف واحد، وعلى ضوء ذلك يجب أن تكون الرؤية واحدة، تدفعها إرادة لا تقبل التراجع أو التردد. إذا أردنا أن نصل بهذا الاتحاد إلى رؤية مؤسسه الراحل، الأمير فيصل بن فهد، فإن سياسة الاتحادات العربية الأهلية مطلوب منها أن تتغير، وتنظر للاتحاد العربي على أنه مؤسسة رياضية لها أهميتها، وأن تمنح نشاطاته المختلفة الأولوية من دون أي نظرة أخرى، أضعفت في السابق هذا الاتحاد، وجعلته مقراً بلا نشاط. أقولها وبصراحة، لن يندم العرب باختيارهم «نواف»، فالنقاط ال 8 التي خرجت من اجتماع الجمعية العمومية ستمثل مرحلة تحول كبرى في مسيرة الاتحاد العربي، وهذا يعني أن الاتحاد العربي هو في طريقه الآن لتنفيذ وصية فيصل الثالثة «... ويستمر ليتطوّر». [email protected]