قتل ثلاثة متمردين من حركة «طالبان باكستان» على الاقل بصاروخين اطلقتهما طائرة اميركية بلا طيار على آلية لدى عبورها منطقة داتا خيل في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، المعقل الرئيسي للحركة المتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، والقاعدة الخلفية لمقاتلي «شبكة حقاني». واوضح مسؤول امني ان المنطقة المستهدفة تخضع لسلطة القائد في «طالبان باكستان» غل بهادور الذي دأب على ارسال رجال الى افغانستان لمحاربة القوات الأجنبية التي تدعم حكم الرئيس حميد كارزاي. واشار الى جرح اثنين من متمردي مجموعة غول بهادور في الغارة. وفيما تشكل غارات الطائرات الأميركية بلا طيار السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد، اكدت الأخيرة انها ترمم علاقاتها مع حليفتها في «الحرب على الارهاب»، وذلك بعد نحو سنة ونصف السنة من قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية، ما أثار موجة تظاهرات مناهضة للأميركيين. واقرت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار خلال لقائها نظيرتها الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن بأن «الشهور ال18 الاخيرة كانت صعبة جداً»، لكنها استدركت بأن البلدين يبذلان ما في وسعهما «لإعادة بناء مناخ من الثقة»، مشددة على ضرورة استغلال الفرص لإعادة بناء هذه الثقة والتشاور لتحقيق المصالح المشتركة». وردت كلينتون بأن اولوية البلدين هي «مواصلة مكافحة الارهاب لضمان أمن الأميركيين والباكستانيين»، علماً انها ستلتقي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الاسبوع المقبل. وكانت العلاقات بين البلدين تحسنت، بعدما وافقت إسلام آباد في تموز (يوليو) الماضي على اعادة فتح طرق الامداد لقوات الحلف الإطلسي المنتشرة في افغانستان. وفي مطلع الشهر الجاري، اعلنت واشنطن انها تعتبر «شبكة حقاني» المتمركزة في منطقة القبائل الباكستانية والمقربة من «القاعدة» «جماعة ارهابية» مسؤولة عن هجمات في افغانستان، وهو ما تحفظت عنه إسلام آباد. وفي افغانستان، أعلن احسان الدين طاهري، الناطق باسم وزارة الداخلية، ان بلاده حظرت كل الصحف الباكستانية بسبب «دعاية مناهضة لحكومتنا»، ما يرجح ان تزيد من سوء العلاقات المتوترة بين البلدين. وأشار الى ان الصحف الباكستانية «تنشر تصريحات عن عدم تمثيل الحكومة الأفغانية شعبها في شكل مناسب، وأن حلفاءها من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) يحتلون البلاد بدلاً من تقديم دعم امني. كما نشر بعضها خطباً لزعماء حركة «طالبان» في وقت تحاول الحكومة اقناع الحركة بإجراء محادثات سلام تهدف الى انهاء الحرب». وزاد: «نرفض هذه التصريحات، والحظر يهدف الى توضيح ذلك لباكستان»، كاشفاً تكليف شرطة الحدود الأفغانية تفقد المتاجر في ولايات نورستان وكونار وننغرهار (شرق) المحاذية للحدود مع باكستان، من اجل مصادرة نسخ من الصحف الباكستانية. والعلاقات بين كابول وإسلام آباد متوترة منذ شهور بسبب القصف الباكستاني عبر الحدود والذي تعزوه إسلام آباد الى فشل كابول في منع المتشددين المناهضين للحكومة من شن عمليات انطلاقاً من مخابئ جبلية في افغانستان. وقال وزير الخارجية الأفغاني الخميس الماضي في خطاب وجّهه الى مجلس الأمن إن «العلاقات الديبلوماسية مع باكستان مهددة».