تظاهر المئات في عمان امس مطالبين بإسقاط الحكومة ومقاطعة الانتخابات والإفراج عن ناشطين شبان اعتقلوا أخيراًَ بعد أن رددوا شعارات طاولت مؤسسات سيادية في البلاد. وانطلقت تظاهرة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط عمان تتقدمها لافتات كبيرة كتب عليها «الانتصار للوطن والمعتقلين». وشهدت التظاهرة التي نظمتها حراكات شبابية (شيوعية ويسارية) وسط غياب ناشطي جماعة «الإخوان المسلمين»، اعتداءات من مجموعات مناوئة. كما اعتقلت الأجهزة الأمنية أحد منظمي الفعالية على خلفية إطلاقه هتافات طاولت شخصيات رمزية في البلاد. وقال الحزب الشيوعي الأردني في بيان إن :«أحد أعضاء الحزب ويدعى صهيب عساف اعتقل خلال التظاهرة، وتم اقتياده إلى مكان غير معلوم». كما شهدت التظاهرة مطاردات محدودة من جهة أفراد الشرطة والدرك لبعض المحتجين الذين رفعوا سقف مطالبهم. وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية الرائد محمد الخطيب ل «الحياة» إن :«التوقيف جاء على خلفية رفض المتظاهرين التزام خط سير التظاهرة، وعند محاولة رجال الأمن إلزامهم بمكان التجمع، تعالت الأصوات وتجاوزت الهتافات أحكام القانون، ما أدى إلى اعتقال أحد منظمي التظاهرة». وكشف مصدر أمني فضل عدم الإشارة إليه ل «الحياة»، عن قائمة رسمية بأسماء مطلوبين آخرين لتورطهم بإطلاق هتافات تطاول القصر الملكي. لكن الناطق باسم الحراك الشبابي اليساري فاخر دعاس، قال ل «الحياة» إن :«نية مبيتة لدى الأجهزة الأمنية كانت تهدف إلى ضرب واعتقال الناشطين خلال التظاهرة». وأضاف أن «عدداً كبيراً من البلطجية شتموا المتظاهرين وحاولوا التهجم عليهم بمساندة أفراد من الأمن». وهتف المشاركون في التظاهرة: «يا طراونة لم هدومك، الأردن أحسن بدونك»، و«الإصلاح والتغيير هو مطلب الجماهير»، إضافة إلى هتافات تجاوزت التابوات المحرمة في البلاد. وخرجت تظاهرات مشابهة شارك فيها المئات في كل من اربد وجرش وعجلون (شمال)، والسلط (غرب)، والكرك ومعان والطفيلة (جنوب). وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبيل مغادرته المملكة متوجهاً إلى الولاياتالمتحدة في زيارة عمل، إن :«الانتخابات النيابية المقبلة تشكل منطلقاً ومدخلاً مهماً لعملية الإصلاح الشامل التي ستشهد تحولاً رئيساً نحو الحكومات البرلمانية». وبلغ عدد المسجلين للانتخابات النيابية المقبلة مليوناً و415 ألفاً حتى يوم أمس من أصل ثلاثة ملايين و700 ألف. وحذر تقرير أصدره تحالف «نزاهة» لمراقبة الانتخابات (يضم مؤسسات مجتمع مدني أردنية) أمس من استمرار تدني أعداد المسجلين للانتخابات. إلى ذلك، قالت مصادر في جماعة الإخوان» ل «الحياة»، إن «اجتماعاً طارئاً ستعقده قيادات الجماعة مساء اليوم لبحث مبادرة جديدة قد تدفع التنظيم إلى وضع شروط محدثة، للتراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات». وتأتي هذه المبادرة تزامناً مع وساطة جديدة يقودها رئيس الديوان الملكي السابق جواد العناني لدفع الجماعة إلى المشاركة في الانتخابات. كما يأتي في وقت قرر حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسي للجماعة، إيفاد مجموعة من كوادره الشابة إلى عدد من دول الربيع العربي للإطلاع على تجاربهم السياسية والاقتصادية في الحكم.