وصف الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود الانفجارين الانتحاريين اللذين استهدفا مقهى في العاصمة الصومالية وأوديا بحياة أكثر من 20 شخصاً، بينهم ثلاثة صحافيين، بأنهما «الرقصة الأخيرة» ل «حركة الشباب المجاهدين» التي يُتهم عضوان فيها بتنفيذ العملية التي هزّت الهدوء الحذر الذي كانت تتمتع به مقديشو منذ انسحاب الحركة منها العام الماضي. ودعا محمود الذي نجا من محاولة اغتيال بعد يومين فقط من انتخابه هذا الشهر، الشعب الصومالي إلى التوحد لمواجهة القائمين بمثل هذه العمليات التي نعتها ب «المحزنة»، قائلاً إنها :«جريمة أمام الله وأمام الشعب» لاستهدافها أناساً أبرياء جاؤوا إلى المقهى للترويح عن أنفسهم بعد عناء عملهم. وقال محمود في كلمة ألقاها عبر إذاعة مقديشو الحكومية التي فقدت إثنين من كبار مراسليها: «سنهزمهم بإذن الله»، في إشارة إلى «حركة الشباب». وأضاف: «إنهم هم الخاسرون في الدنيا والآخرة». وقال الرئيس الصومالي: «أريد أن أقول للشعب الصومالي إنه بناء على المعلومات المتوافرة لدينا، فإن أيام هذه الجماعات التي تتصرف بمثل هذه الطريفة معدودة، بإذن الله. نفد وقتهم. إنها (أي العمليتين الانتحاريتين) الرقصة الأخيرة. على الشعب الصومالي أن يتحد ضد هذه الجماعات». وحمل الهجوم الذي نفذه انتحاريان مفترضان استهدفا مقهى كان يرتاده صحافيون وسياسيون صوماليون، كل بصمات الهجمات التي تقوم بها في العادة عناصر «القاعدة» في العراق وأفغانستان. وقال شهود إن أحد الانتحاريين، الذي كان مسلحاً ببندقية، أطلق رشقاً من الرصاص على الناس الجالسين في ساحة المقهى كما رمى قنابل يدوية بعضها لم ينفجر قبل أن يفجّر نفسه وسط جمع من الناس. وعندما هرع الناس إلى الداخل فجّر انتحاري آخر نفسه، ما أودى بالعدد الأكبر من مرتادي المقهى الذي يملكه أحد المواطنين الصوماليين الذين عادوا من بريطانيا في الفترة الماضية. ويدل هذا الهجوم على أن القائمين به كانوا يطمحون إلى الظفر بأكبر تغطية إعلامية ممكنة بقتلهم الصحافيين البارزين عبدالستار طاهر صبري الذي كان مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة الوطنية، وليبان علي نور، رئيس قسم الأخبار في التلفزيون الوطني، وعبدالرحمن ياسين، رئيس إذاعة صوت الديموقراطية في مقديشو. وجاء الهجوم في مقديشو وسط توقعات بهجوم قريب على معقل «حركة الشباب» في كيسمايو، ما سيحرم الحركة من أكبر مدينة ما زالت تحت سيطرتها في الصومال بعد انسحابها العام الماضي من مقديشو. وكان الصحافيون على مدى السنوات القليلة الماضية هدفاً سهلاً للجماعات المسلحة في الصومال. وبحسب لجنة حماية الصحافيين فإن الصومال يعتبر أخطر الدول الأفريقية في مماسة مهنة الصحافة، إذ قتل أكثر من عشرة منهم هذا العام وحده، آخرهم مراسل «إذاعة اليوم» حسن يوسف الذي قتله مسلحون في حي «ياقشيد» في العاصمة صباح الجمعة. وأدت عمليات القتل والاغتيالات ضد الصحافيين إلى نزوح عدد كبير منهم إلى خارج الصومال.