في سابقة من نوعها على مستوى الصومال، دوّى انفجاران يُعتقد أنهما نتجا من ألغام وُضعت داخل مسجد في العاصمة مقديشو، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 39 شخصاً، من بينهم قيادات بارزة في «حركة الشباب المجاهدين». ولم يتبن أي طرف مسؤولية الانفجارين حتى مساء أمس. ووقع الانفجار الأول في الجانب الأمامي لمسجد «عبدالله شيديي» في سوق بكارا التي تسيطر عليها «حركة الشباب» وفي أثناء إلقاء أحد أبرز قادتها كلمة أمام جمع ينتظر بدء صلاة الظهر، بينما وقع الانفجار الثاني بعدما حاول الناس الفرار من الانفجار الأول. وفي مقابلة مع إذاعة مقديشو الحكومية، دان وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود جيلي التفجيرين قائلاً «إنهما يُظهران فقدان العقل والدين» من الأشخاص الذين نفذوا العملية، مضيفاً أن هدف الانفجارين هو إبعاد الناس من المساجد. وألقى الوزير اللوم على «حركة الشباب» بطريقة غير مباشرة، قائلاً إنهم إذا قتلوا الناس خارج المساجد فرادى فليس من المستبعد أن يقتلوهم جملة في داخل مسجد، في إشارة إلى الاغتيالات التي عادة ما تستهدف المدنيين وكبار المسؤولين قرب المساجد وبعد انصرافهم من أداء الصلاة. وتحدث شهود عيان عن تطاير أشلاء البشر في داخل المسجد المكوّن من طبقتين وخارجه. ونفى الناطق باسم «حركة الشباب» شيخ علي محمود راجي أن يكون أحد من قادة حركته قد توفي، قائلاً إن الانفجارين نُفّذا من قبل «شركات» حذّرت الحركة منها سابقاً، من دون أن يحدد الجهة المقصودة بالاتهام. وكان راجي قال قبل شهور إن هناك شركات أميركية تريد تنفيذ عمليات تفجير في داخل الصومال، ثم إلقاء اللوم فيها على الإسلاميين للإيقاع بينهم وبين الشعب. وأكد راجي أن الانفجار أودى بحياة عدد كبير لم يسمهم بالتحديد، إلا أنه قال إن الحركة ستكون على يقظة أكبر. وعلى رغم صعوبة تحديد منفّذي تفجيري أمس، إلا أنه لا يستبعد أن تكون أطراف داخلية وراءهما، مثل جماعة «أهل السنة والجماعة» التي صرّح قادتها في الأسابيع الماضية بأنهم سيزيلون من يسمّونهم ب «الخوارج» من العاصمة الصومالية. ويؤكد وقوع الهجوم في منطقة تسيطر عليها «الشباب» وفي مسجد يصلي فيه بعض أبرز قادتها سهولة تنفيذ عملية اغتيال ضد مسؤولين كبار في الحركة التي لم تتعلم أساليب إخفاء قادتها مثلما تفعل جماعات مسلحة أخرى تنشط سراً في دول إسلامية. وأوردت وكالة «رويترز» من مقديشو أن الانفجارين أمس أوقعا 39 قتيلاً من المصلين و70 جريحاً، كما أسفرا عن اصابة مسؤول كبير في «حركة الشباب» التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة». وأشارت الوكالة إلى أن هذا هو ثاني هجوم خلال أسبوع على مسجد في سوق بكارا، وهي منطقة في مقديشو يسيطر عليها مقاتلو الجماعتين المتمردتين الرئيستين في الصومال وهما «حزب الإسلام» و «حركة الشباب». ولفتت الوكالة إلى أن أقارب الضحايا انحنوا على جثث القتلى في ركن في المسجد أسفل جدران شوهدت عليها آثار الشظايا. وفي الخارج استخدمت اغطية من الورق المقوّى لتغطية الضحايا الآخرين ونقل الجرحى على عربات خشبية إلى سيارات الإسعاف التي كانت تنتظر في الشارع. وقال بعض الشهود إن القيادي الكبير في «حركة الشباب» فؤاد محمد خلف كان هدف الهجوم. وخلف الذي يُعرف أيضاً باسم «فؤاد شونجولو» على قائمة أشخاص في الصومال يخضعون لعقوبات من الأممالمتحدة بسبب تورطهم في الصراع. وقال شيخ محمد ابراهيم بلال وهو مسؤول كبير في «حركة الشباب» ل «رويترز»: «قُتل 32 شخصاً وجرح أكثر من 70 في الهجوم». وقال: «شيخ فؤاد اصيب بجروح في الأيدي. عمال الإنقاذ ما زالوا ينقلون اشخاصاً الى المستشفيات». وهجمات المساجد التي وقعت في الأيام السبعة الماضية ظاهرة جديدة في بلد يشهد اعمال عنف وفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991. ووفقاً لمجلس الأمن الدولي كان خلف الذي يحمل أيضاً الجنسية السويدية يجمع اموالاً ل «حركة الشباب» وشارك في هجومين بسيارات ملغومة في العاصمة في نيسان (ابريل) عام 2008.