مع تقاطر القادة العراقيين الى السليمانية (350 كم شمال بغداد) للقاء الرئيس جلال طالباني العائد من رحلة علاج ، وانتعاش الامال حل الازمة السياسية في البلاد, اكد قيادي كردي بارز, ان قرب انتخابات مجالس المحافظات سيعقد حل المشكلات المزمنة بين الفرقاء ، فيما اشارت "القائمة العراقية" الى ان "الحل" مرهون بارادة "دولة القانون". وقال النائب محمود عثمان ، عن "تحالف الكتل الكردستانية" في تصريح الى "الحياة" ان "الازمة التي تمر علينا كبيرة ليست بالامر السهل حلها" وفيما اذا كان طالباني بدأ تحركاته لرأب الصدع بين الفرقاء اوضح ان "الرئيس بدأ فعلياً اتصالاته بقادة الكتل ويتشاور حاليا معهم" واشار الى ان "حجم المشكلات يحتاج الى جهد كبير ووقت وسيستمر (الرئيس) بجهوده بعد عودته الى بغداد". وحول ما اذا ان كانت خريطة طريق واضحة لانهاء التوترات ، كشف عثمان "الان الرئيس في مرحلة رسم مثل هذه الخريطة وتتمحور باتجاهين, الاول: دراسة امكان حل الازمة كسلة واحدة والثاني: ان يتم تبويب الخلافات وتصنيفها من حيث النوع والمضمون والاطراف المشاركة بها وحلحلتها فرادا". ولم يستبعد عثمان ان يكون "عامل الوقت ليس بصالح الجميع ومن المحتمل قرب الانتخابات المحلية ستدخل عامل المزايدات والدعاية الانتخابية ، ما يعقد الامور اكثر" وحذر "في حال عقد مؤتمر وطني بعجالة قد يؤدي الى الفشل ويكون خيبة امل للشارع العراقي". وعلى رغم من اتجاه الانظار الى السليمانية حيث تتقاطر وفود السياسية لتهنئة الرئيس على سلامته ، كان بيان مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ، بعد لقاءه طالباني, اول من امس والذي بين انه "قدم التهاني له بمناسبة انتهاء رحلته العلاجية في المانيا وعودته إلى ارض الوطن" من دون الاشارة الى تناول الوضع المتأزم كانت اول اشارة للتشاؤم. واستقبل طالباني بمقر اقامته رئيس "المجلس الاعلى الاسلامي العراقي" عمار الحكيم. واعتبر النائب شاكر الدراجي ، عن"دولة القانون", في تصريحات صحافية, امس, لقاء المالكي-طالباني بانه "يندرج ضمن المشاورات الأولية حول حل القضايا السياسية المختلف عليها ويمثل صورة ايجابية حول القضايا المختلف عليها بين الكتل" وتوقع ان يشهد "الأسبوع المقبل أو الأيام المقبلة حراكاً سياسياً بين الكتل للاتفاق على جدول أعمال الاجتماع الوطني وموعده". الى ذلك اكد الناطق باسم "العراقية" النائب حيدر الملا إن "الخلافات السياسية لا يمكن ان تحل بسهولة كونها مرهونة بوجود ارادة حقيقية لاحداث الاصلاح". واعتبر "تسويق عملية الاصلاحات تاتي لكسب الوقت" وتابع "مالم يكن هناك اصلاح حقيقي لا يمكن ان تحل الازمة السياسية لعمقها". واكد "عدم وجود ارادات حقيقية ونيات صادقة لدى بعض الكتل السياسية" مشيرا الى ان "رئيس الجمهورية لا يمكنه ان يضع حلولا للأزمة بمفرده دون وجود دعم حقيقي من قبل الكتل السياسية والتي من شأنها المساعدة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين من خلال الجلوس على طاولة الحوار البناء".