يستعد الرئيس العراقي جلال طالباني لعقد سلسلة اجتماعات مع أطراف الأزمة السياسية في العراق بهدف بحث المسائل العالقة، فيما أبدت القوى المعارضة لرئيس الحكومة نوري المالكي تشاؤماً من إمكان نجاح تلك المساعي. وزار وفد حكومي برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي وعضوية نائبيه حسين الشهرستاني وصالح المطلك ووزير النقل هادي العامري طالباني في السليمانية بعد عودته من رحلة علاج في ألمانيا. ويتوقع أن يعقد طالباني سلسلة حوارات مع قادة الكتل للتوصل إلى حل للأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أكثر من عام. في هذا الوقت أبدت كتل «التحالف الكردستاني» و»القائمة العراقية» والتيار الصدري تشاؤماً من إمكان أن تؤدي المساعي الجديدة إلى عقد مؤتمر وطني. وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» محمد خليل ل «الحياة» إن كتلته «ليست متفائلة بإمكان إيجاد حلول للأزمة السياسية على رغم قناعتها بأن رئيس الجمهورية سيساهم في زيادة الحراك السياسي وتقريب وجهات النظر في بعض المسائل». وأضاف أن «الرئيس سيعمل على عقد المؤتمر الوطني وسنقدم له كل الدعم والإسناد لكننا نعلم جيداً أن الأطراف التي عرقلت عقد هذا المؤتمر طوال الشهور التسعة الماضية لن تقدم الآن على إيجاد الحلول لأن من مصلحتها بقاء الأوضاع على ما هي عليه حتى الانتخابات المقبلة». واعتبر خليل أن ورقة الإصلاح السياسي التي انفرد بصوغها «التحالف الوطني» جاءت «لذر الرماد في العيون وكسب مزيد من الوقت لتمييع عملية استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي». وشدد النائب الكردي على أن كتلته وحلفاءها في «القائمة العراقية» و «التيار الصدري» ستتابع العمل لسحب الثقة من المالكي، عندما تستنفد خيارات الحوار كما أنها مصرة على تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين كي لا يتم التجديد له في الدورة المقبلة». وكانت «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري، اعتبرت في بيان أمس «ورقة الإصلاح ضرب من الخيال، وليس لها وجود على أرض الواقع»، فيما أكد النائب عن «القائمة العراقية» خالد العلواني في تصريح إلى «الحياة» أن «مكونات القائمة متفقة على أن محاولة رئيس الجمهورية عقد مؤتمر وطني بمثابة الفرصة الأخيرة لرئيس الوزراء قبل بدء إجراءات سحب الثقة منه». وتابع أن «ما يجري هو إضاعة للوقت وضحك على الذقون فائتلاف دولة القانون الذي أرجأ سابقاً عقد المؤتمر الوطني بسبب إصراره على تغيير الاسم إلى اللقاء الوطني غير مستعد الآن للحوار ويريد الوصول إلى الانتخابات المقبلة من دون تقديم أي تنازل». وعن طرح تشكيل «مجلس السياسات العليا» للنقاش أوضح العلواني أنه «لا يمكن تشكيل هذا المجلس الآن فالوقت الباقي لا يسمح بذلك كما أن رئيس القائمة أياد علاوي رفضه في السابق عندما وجد أن التحالف الوطني يحاول إفراغه من محتواه».