أكد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن بلاده لن ترضخ لضغوط المجتمع الدولي لتعديل سياستها حتى وإن كان عليها مواجهة «غضب» الدول العظمى. وأعلن خامنئي في خطاب ألقاه أمام الآلاف من عناصر قوى الأمن في شمال إيران ونشر نصه على موقعه الإلكتروني أمس، أن «إيران لا تقبل مطالب الدول العظمى». وأكد أن «الجمهورية الإسلامية تتخذ قراراتها فقط وفقاً لمصلحة الشعب والبلد حتى وإن أثارت قراراتها غضب الدول العظمى في العالم». ولم يذكر خامنئي مسألة الملف النووي الذي يقع في صلب الخلاف القائم منذ سنوات بين إيران والمجتمع الدولي. ويصدر موقف خامنئي في حين يتوقع أن يطرح هذا الملف مجدداً على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية الشهر الجاري. وأصدر مجلس الأمن ستة قرارات دولية في شأن البرنامج النووي الإيراني الذي تشتبه الدول العظمى بأنه يهدف إلى امتلاك السلاح النووي، فيما تنفي طهران ذلك. كما يفرض الغرب بسبب هذا البرنامج حظراً مالياً ونفطياً صارماً منذ سنتين على الجمهورية الإسلامية. ومن دون أن يشير صراحة إلى عواقب هذا الحظر على الاقتصاد الإيراني، هاجم خامنئي «وسائل الإعلام الغربية والصهيونية» التي «ترسم صورة قاتمة للوضع في بلاده لمنع الأمة الإيرانية من المضي قدماً». وأدت العقوبات المصرفية والنفطية الغربية على طهران إلى تراجع الصادرات النفطية وارتفاع كلفة الواردات ونقص في العملات الأجنبية ما أدى إلى تراجع سعر العملة المحلية. وبعد نفي مطول، أقر المسؤولون الإيرانيون في الأسابيع الماضية بتأثير العقوبات في إيران ودعوا إلى تطبيق «اقتصاد حرب» لمواجهتها. جليلي - آشتون من جهة أخرى، وصف كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي لقاءه في إسطنبول الثلثاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأنه كان «مثمراً»، معرباً عن الأمل في أن يساهم في «تفاهم أفضل بين الأطراف». وقال جليلي خلال مؤتمر صحافي عقده في القنصلية الإيرانية في إسطنبول أمس: «أجرينا محادثات مثمرة مع السيدة آشتون. استعرضنا الملف منذ محادثات موسكو (في حزيران/ يونيو الماضي) وتبادلنا وجهات النظر وبحثنا في ما يمكننا القيام به». وأضاف: «ستتشاور آشتون مع الدول الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لتتمكن من تقييم المستجدات الأخيرة». وتابع: «ننتظر نتائج المشاورات ونأمل في أن تساهم محادثاتنا في الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى تفاهم أفضل بيننا». وكانت آشتون التقت جليلي في إسطنبول الثلثاء للمرة الأولى منذ محادثاتهما في موسكو في حزيران بهدف إخراج المفاوضات من الطريق المسدود. وأعلنت آشتون أنها ستطلع الأسبوع المقبل شركاءها على هذه المحادثات. وكان اللقاء مقرراً أصلاً قبل نهاية آب (أغسطس) الماضي لكنه أرجئ مراراً. ويشتبه الغرب كما إسرائيل التي تعتبر الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في المنطقة، بأن إيران تسعى إلى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه طهران دائماً. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران و «مجموعة 5+1» التي أجريت في موسكو في حزيران، باءت بالفشل. في الوقت ذاته، قال ناطق باسم آشتون إنها «تعتزم مقابلة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لتقييم الوضع وبحث كيفية التحرك قدماً». وأضاف الناطق باسم آشتون أنها ستتوجه إلى نيويورك الأحد المقبل ومن المرجح أن تبقى هناك حتى آخر الأسبوع المقبل. وخرج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في قبرص في وقت سابق من الشهر الجاري بتأييد من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لفرض المزيد من العقوبات على إيران. وحظر الاتحاد الأوروبي بالفعل صادرات النفط من إيران وعزل قطاعها المصرفي في حين أن الولاياتالمتحدة كثفت العقوبات خلال الصيف بحيث تشمل المصارف وشركات التأمين وشركات الشحن التي تساعد طهران على بيع النفط.