اسطنبول، موسكو – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – تستأنف إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في اسطنبول اليوم، محادثات توقفت قبل أكثر من سنة، وسط أجواء تشاؤم أشاعتها طهران، إذ تحدثت مصادرها عن «خيبة أمل وإحباط» إزاء مواقف غربية سبقت الاجتماع. في المقابل، حضت واشنطنطهران على إظهار «جدية» في المحادثات، فيما أعلنت روسيا أنها ستطرح والولايات المتحدة «اقتراحات محددة لكيفية التقدم خطوة خطوة». ووصل سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إلى اسطنبول أمس، واجتمع بفريقه في القنصلية الإيرانية، فيما عقد نائبه علي باقري لقاءين مع رئيسي وفدي روسيا والصين. في المقابل، التقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تقود المحادثات، وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، فيما ناقش ممثلو الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) تنسيق مواقفهم خلال المحادثات. وقال ناطق باسم أشتون: «نتمنى أن تتمخض هذه الجولة عن مناخ يفضي إلى نتائج ملموسة، من خلال عملية مستمرة». وحضّ سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجية روسيا رئيس وفدها إلى المحادثات، على «عدم تضخيم الخلافات» بين إيران والدول الست، وقال بعد لقائه نظيريه الإيراني والصيني: «نحتاج حلاً وسطاً، ورفع العقوبات على إيران هو الهدف النهائي للمحادثات». وقبل ساعات من بدء الاجتماع، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر مقرّب» من الوفد الإيراني إن الأخير «يجد موقف الغرب، كما أُعرب عنه في اجتماع مجموعة الدول الثماني الكبرى، وتحدّثت عنه وسائل إعلام، محبطاً ومخيّباً للآمال». وأعرب عن الأمل بأن يكون موقف الدول الست «مختلفاً».لكن بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي قال: «نريد أجواء إيجابية تُظهر فيها الحكومة الإيرانية جديتها والتزامها إجراء مفاوضات جدية. إذا فعل الإيرانيون ذلك، سنبحث في اتخاذ خطوات، في مقابل أي خطوة ملموسة يتخذونها». وكان وزراء خارجية مجموعة الثماني الذين اجتمعوا في واشنطن، أبدوا «قلقاً بالغاً من عدم التزام إيران المتواصل بالتزاماتها»، ودعوها إلى «دخول عملية دائمة من الحوار البناء والجدي، من دون شروط مسبقة، لاستعادة الثقة الدولية بالطابع السلمي لبرنامجها النووي». وحض وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي المفاوضين على بذل «جهود حقيقية لإعادة بناء الثقة»، وكتب في صحيفة «واشنطن بوست: «لا يمكن للمسائل المعقدة التي تُركت عقوداً بلا معالجة، أن تُسوّى بين ليلة وضحاها»... إذا كانت النية من الحوار مجرد منع صراع بارد من أن يصبح ساخناً، بدل تسوية الخلافات، ستبقى الشكوك ولن تنشأ ثقة». وقالت مصادر ديبلوماسية في طهران ل»الحياة» إن المحادثات تحتاج خطوات عملية لتعزيز الثقة بين الجانبين، ما يتطلّب تنازلات واضحة منهما. واعتبرت أن فتوي أصدرها مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بتحريم السلاح الذري، قد تكون غير كافية لتبديد قلق الغربيين، إذ أن «الفتوي قد تكون ملزمة للحكومة الإيرانية، لأنها تعتقد بولاية خامنئي، لكنها ورغم أهميتها، ليست ملزمة بالضرورة للغرب الذي يبحث عن ضمانات ملموسة تحول دون عسكرة البرنامج النووي الإيراني». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طالبت الإيرانيين «بأن يظهروا بوضوح في الترتيبات التي يقترحونها، أنهم تخلوا بالفعل عن أي طموح لامتلاك أسلحة نووية». أما نظيرها الروسي سيرغي لافروف فأكد أن موسكووواشنطن «تعلّقان آمالاً» على محادثات اسطنبول. وقال: «المفاوضون الإيرانيون قالوا إنهم سيقدمون مبادرات جديدة، ولا بأس، إذ لدينا نحن أيضاً اقتراحات محددة، والأميركيون أيضاً، في شأن كيفية التقدم خطوة خطوة وفي شكل متبادل».