انتهت محادثات اسطنبول حول الملف النووي الايراني بين ايران والقوى الكبرى التي تشتبه في سعي طهران لحيازة القنبلة الذرية، بالفشل امس من دون تحديد موعد لمحادثات جديدة في هذا الملف البالغ الحساسية. وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وسيطة الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني، عن "خيبة أملها" في ختام يومين من الاجتماعات الجمعة والسبت في اسطنبول، واعلنت انه لم يتقرر اجراء جولة جديدة للمفاوضات حول هذا الملف. ومن جهته شدد المفاوض الايراني سعيد جليلي امس على حق بلاده في المضي قدما في تخصيب اليورانيوم، ما قد يسمح برأي الغرب لايران بالتقدم في الاعداد لاقتناء السلاح الذري، وقالت اشتون في مؤتمر صحافي في ختام محادثات بين ايران والدول الست (الدول الدائمة العضوية الخمس في مجلس الامن الدولي: الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا، اضافة الى المانيا)، "لقد املنا في خوض محادثات حول تقدم ملموس وبذلنا قصارى جهدنا ليصبح ذلك ممكنا. اقول بخيبة ان هذا لم يكن ممكنا"، واكدت انه "من الضروري ان تثبت ايران ان برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية". واعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري في عمان ان موقف ايران التي وضعت "شروطا مسبقة غير مقبولة بتاتا" تسبب "بتعطيل كامل" للمحادثات، واشارت الى ان هذه الشروط "تتعلق برفع العقوبات والحق بتخصيب (اليورانيوم). هذا عطل كل شيء"، ورأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من جهته ان الموقف الايراني "مخيب للآمال". وفي اقرار بالفشل قالت اشتون انه "لم يتقرر اجراء اي محادثات جديدة" مع طهران حول برنامجها النووي. وكان الاجتماع السابق الذي عقد في كانون الاول/ديسمبر في جنيف بعد 14 شهرا من توقف المحادثات اعاد الامل في ايجاد تقدم في الملف مع الاعلان عن لقاء اسطنبول. وفي مؤشر اضافي لفشل هذه المحادثات، لم يعقد اي اجتماع ثنائي خلال هذين اليومين بين البعثتين الاميركية والايرانية بحسب دبلوماسي غربي، على رغم اصرار دول مجموعة الست على عقد هكذا لقاء. وفي تصريحها قالت اشتون ان الدول الست اقترحت "نسخة منقحة لاتفاق تبادل الوقود النووي (الموجه الى مفاعل الابحاث في طهران) وكذلك سبلا لتحسين الشفافية عبر اجراءات مراقبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقبولة من المجتمع الدولي". واضافت "كنا نأمل في مناقشة بناءة ومفصلة" لهذه الاقتراحات، "لكن اتضح جليا ان الجانب الايراني لم يكن مستعدا لذلك، الا بحال قبول شروط مسبقة تتعلق بالتخصيب والعقوبات". واكدت ايران خلال هذين اليومين من المحادثات انه من غير الوارد بالنسبة لها تعليق انشطة التخصيب هذه، كما طالبت برفع العقوبات الدولية المفرضة بحقها. وقال جليلي امام الصحافيين ان ايران ووفقا لاتفاقية عدم الانتشار النووي "تملك حق امتلاك دورة الوقود، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم". واعتبر المفاوض الايراني ان "هذا الحق يجب ان يعترف به" مؤكدا انه اذا اقرت القوى العظمى بهذا الحق وخصوصا "هذا المنطق" لبلاده، "نحن مستعدون للمحادثات اعتبارا من الغد". ومنذ مساء الجمعة، اعرب الدبلوماسيون الغربيون الموجودون في اسطنبول عن تشاؤمهم حيال القضية بعد ساعات طويلة من المحادثات. وعقدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اجتماعا منفردا مع المفاوض الايراني حول الملف النووي سعيد جليلي، لكن اللقاء لم يؤد الى نتيجة، كما قال دبلوماسي غربي قريب من المحادثات. واوضح هذا الدبلوماسي ان الاجتماع استمر ساعة ونصف الساعة "وقد تحدثنا كثيرا الا ان المواقف لا تزال نفسها". وقال رئيس البعثة الفرنسية جاك اوديبير عقب يومين من الاجتماعات "المهم اننا (مجموعة الست) بقينا موحدين وواضحين حول مبادئ هامة بمواجهة الارادة الايرانية في تشويه الصورة". ودانت البرنامج النووي الايراني ستة قرارات لمجلس الامن منها اربعة ارفقت بعقوبات اقتصادية وسياسية. واتخذت بضعة بلدان منها الولاياتالمتحدة عقوباتها الخاصة.