علمت «الحياة» أن قوى منضوية في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي ستحذو حذو حزب «الوسط» الذي أعلن الانسحاب من التحالف، وأنها تعتزم تشكيل «تحالف سياسي» جديد، لن يضم جماعة «الإخوان المسلمين» التي أسست «التحالف الوطني» عقب عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي. وتعتزم أحزاب «الوطن» و»الأصالة» السلفيان، و»البناء والتنمية» الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية» الانسحاب من «تحالف دعم الشرعية». وقالت مصادر في التحالف ل «الحياة» إن تلك الأحزاب أقرب إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة التي لم يُعلن موعدها بعد. وأضافت: «في حال قررنا خوض الانتخابات سنشكل تحالفاً انتخابياً في إطار تحالفنا السياسي لنكون نواة لمعارضة حقيقية في البرلمان». وكان «حزب الوسط»، أول الكيانات السياسية المنسحبة من تحالف دعم مرسي، دعا في بيان إلى «إنشاء مظلة وطنية رحبة تحقق أهداف ثورة 25 يناير». وأوضحت المصادر أن سبب الخلاف الرئيسي بين تلك الأحزاب و»الإخوان» أن الجماعة لا ترغب مطلقاً في ممارسة العمل السياسي عبر مؤسسات الدولة في ظل وجود النظام الحالي. وقالت ان «الإخوان يريدون المضي للنهاية في سيناريو المواجهة مع النظام الحالي، لأنهم لا يملكون خيارات أخرى. هم يخشون قواعدهم. إذ كيف سيبررون عودتهم للعمل السياسي عبر مؤسسات الدولة، بعد كل هذا العدد من الضحايا، وبعد أن صوروا لتلك القواعد أن مرسي سيعود للحكم». واضافت المصادر ان «تقييم جماعة الإخوان للأوضاع الراهنة يستهدف مصلحة الجماعة في الأساس. فهم لا ينظرون للحاضر ولا حتى للمستقبل القريب، بل يضعون نصب أعينهم مستقبل الجماعة في الأمد المتوسط أو حتى البعيد... يريدون ترسيخ فكرة أن الجيش إنقلب على أول رئيس منتخب من صفوف الجماعة في أدبياتهم، ولو عادت الجماعة للعمل السري حتى لعقود». وذكرت المصادر أن أصواتاً في التحالف ومن القوى المؤيدة ل»الإخوان» ترى أن المشاركة السياسية، خصوصاً في انتخابات البرلمان، ستحسن وضع التيار الإسلامي كقوة معارضة، لكن «الإخوان» يعتبرونها اعترافاً بشرعية النظام، ومن ثم «ستسقط من أيديهم ورقة التمسك بشرعية مرسي، التي يراهنون عليها للمستقبل». وأشارت المصادر إلى أن الخلاف في وجهتي النظر احتدم بعد تمسك «الإخوان» بعدم المشاركة في أي استحقاقات، ومحاولة فرض وجهة النظر تلك على التحالف بكل مكوناته. ولفتت الى ان «أصواتاً كثيرة داخل التحالف تعتبر تلك الرؤية عزلة اختيارية. فإلى متى متى سنظل نتظاهر في مسيرات متفرقة ومشتتة يواجهها الأمن بسهولة، ويلقي القبض على عشرات الشباب؟ يجب أن نضع نصب أعيننا معاناة الأسر والأهالي الذين يدعموننا». وأوضحت المصادر أن القوى التي قررت الانسحاب من «تحالف دعم الشرعية» ستدرس تشكيل تحالف سياسي يخوض نهج المعارضة القوية، عبر مؤسسات الدولة. وزادت: «بعد إعلان موعد انتخابات البرلمان وقانون تقسيم الدوائر، سيدرس هذا التحالف خوضها، وعلى الأرجح سيخوض الانتخابات. ولو وجدنا محاولات من الدولة للانحياز ضدنا سنكشفها... وجودنا في البرلمان سيُمكننا من ممارسة المعارضة بشكل فعال، بدلاً من التظاهرات غير المجدية في الشارع». وأضافت ان «هذا التحالف في حال تم الاتفاق عليه سيكون أقوى تحالف معارض لخوض الانتخابات، وقد لا يقتصر على قوى التيار الإسلامي فقط، لكن في الأساس سيكون تحالفاً لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير»، مضيفة ان «الحديث ما زال في بداياته، ولم يتحدد شكلاً للقوى المنضوية فيه».