قبل إزاحة نظام مبارك في 25 يناير، كانت جماعة الإخوان تمتلك العديد من السيناريوهات، للقفز على السلطة والاستمرار فيها، ومن ضمن هذه السناريوهات إنشاء أحزاب «كارتونية»، ترتدي أثواب «المعارضة». وجهة نظر الجماعة في هذا الصدد كانت تعتمد على إنشاء ودعم أحزاب موالية، يتم تكليفها ببعض الأدوار المحددة، لتصب بالنهاية في صالح جماعة الإخوان، وبدأ التفعيل الأول لدور هذه الأحزاب، في عهد المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، بعدما مارست جماعة الإخوان ضغوطا كبيرة، أسفرت عن إخراج العديد من قيادات الأحزاب المتحالفة مع الإخوان من السجون، ونصبتهم جماعة الإخوان، على رأس الأحزاب الموالية لها، ويكفي أن نذكر منها طارق وعبود الزمر «قتلة الرئيس السادات» زعماء حزب البناء والتنمية فيما بعد، وظهر معظم قيادات هذه الأحزاب على منصة رابعة العدوية، أثناء اعتصام الإخوان بعد عزل مرسي 30 يونيو 2013. أول ظهور رسمي لأحزاب تحالف الإخوان، كان في الخامس من يوليو 2011، عندما أعلنت 6 أحزاب ترتدي عباءة الدين، لتشكيل ما يسمى ائتلاف الأحزاب الإسلامية لخوض انتخابات البرلمان في2011، وقال طارق الزمر حينها إن الأحزاب المنظمة للائتلاف هي حزب «مصر البناء» ، و «حزب الفضيلة» ، و «حزب الإصلاح والنهضة» ، و «حزب التوحيد العربي»، و «حزب مصر الحرة»، وقامت العديد من الأحزاب الموالية للإخوان بالعديد من الأدوار تحت قبة البرلمان، وتسجل مضابط مجلس الشعب الإخواني العديد من مشروعات القوانين التي قدمها حزب الوسط بقيادة أبو العلا ماضي وعصام سلطان «سجناء» ، ومع وصول الإخوان للسلطة توسعت جماعة الإخوان، في إنشاء الأحزاب الموالية لها، وبلغ عددها 10 أحزاب بما فيها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان، وتجلى الدور الأكبر لهذه الأحزاب، في تمرير قوانين الإخوان تحت قبة البرلمان أو الترويج لما تريده الجماعة. وكان المشهد اللافت هنا، هو ظهور بوادر الخلاف بين حزب النور السلفي، وجماعة الإخوان، بعدما اسأثرت جماعة الإخوان لأعضائها بجميع مناصب الدولة فيما عرف إعلاميا ب «أخونة الدولة»، ولكن سرعان ما جاء رد جماعة الإخوان من خلال شق حزب النور السلفي إلى حزبين وكان الحزب الجديد يحمل اسم الوطن برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي للتواصل المجتمعي. وبعد 30 يوينو سارعت جماعة الإخوان، إلى استخدام الأحزاب الموالية لها ودشنت من خلالهم ما يسمى ب «تحالف دعم الشرعية» للإيحاء للرأي العام العالمي، أن هناك قطاعات سياسية في مصر تعتقد أن ما حدث في مصر انقلاب. وبعدما بدأت تتغير وجهة نظر الدوائر العالمية، لما حدث في مصر، واعتراف أغلبها بأن ما حدث ثورة شعبية ساندها الجيش، عقب الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان، وصدور قرار مجلس الوزراء المصري باعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، بدأ ما يسمى بتحالف دعم الشرعية بالانهيار.