افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السنة الدراسية الجديدة امس، بزيارة مدارس الأئمة والخطباء التي تخرّج فيها، والتي فتحت أبوابها مجدداً من دون أي عراقيل إدارية أو قانونية، بعد تغيير حكومة أردوغان نظام التعليم الأساسي جذرياً. وتساءل أردوغان، مخاطباً معارضي تلك الخطوة: «ما الضرر الذي وجدتموه من مدارس الأئمة والخطباء وخريجيها. أنا أحدهم وغالبية وزرائي وأبناؤهم تخرجوا فيها أيضاً، ولم تخرّج هذه المدارس سوى من خدم الوطن، لا إرهابيين ولا متطرفين. لماذا أغلقتم هذه المدارس سابقاً؟ لن يعود الخوف ولا الظلم بعد الآن، ليطارد هذه المدارس أو من تعلّموا فيها». وبدا من خلال خطاب أردوغان وكأنه يتوّج نصراً طال انتظاره، اذ أضاف إليه إحصاءً عن مقتل 500 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» خلال الشهر الماضي، ثم انقض على القوى العلمانية التي طالما سيطرت على مؤسسة التعليم في تركيا، والمعارضة، مؤكداً نيته مواصلة تطبيق نظام التعليم الأساسي الجديد الذي أعاد مدارس الأئمة والخطباء وأدخل القرآن والدين الإسلامي درساً اختيارياً، ولكن من دون أن يكون هناك بديل آخر يختاره التلاميذ، ما جعله درساً إجبارياً، حتى وضع دروس اختيارية أخرى. صور أردوغان بدل أتاتورك وحرصت وكالة أنباء الأناضول الرسمية على توزيع صور طالبات محجبات في المدارس الإعدادية، وأخرى لتلاميذ يحملون صوراً لأردوغان وُزعت على جميع المدارس الحكومية، لتحلّ مكان صور مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، والتي كانت تتصدر كل فصل دراسي سابقاً، لتكتمل بذلك صورة انتصار اردوغان في هذا الشأن. في السياق ذاته، أوردت وسائل اعلام صدور حكم في إزمير بسجن أسعد رنان بيك اونلو، أستاذ علوم الفضاء في الجامعات الحكومية، سنتين وشهر لاتهامه ب «تقييد الحرية والتمييز»، بعد منعه طالبة محجبة من حضور المحاضرات، و «صوّرها وشتمها». وتذرّع الأستاذ بقانون يمنع دخول الجامعة بالحجاب، ويتجاهله معظم عمداء الجامعات الذين عُيّنوا خلال حكم «حزب العدالة والتنمية». واستهجن محامي الأستاذ الحكم، واعتبره «مهانة للقضاء، إذ يحكم بسجن من حاول تطبيق القانون، مستخدماً حججاً وتهماً باطلة قانوناً». وأشار الى رفض المحكمة تأجيل العقوبة أو تجميدها أو تحويلها الى غرامة مالية، على عكس المتبع في العقوبات المشابهة التي لا تتجاوز 3 سنوات. على صعيد آخر، أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن «اهتمامه» بتعلّم اللغة الكردية، «إن تأمّن له وقت، ليتآلف مع كل اللغات المحكية في تركيا». واعتبر أن «اختلاط اللغات العربية والفارسية والتركية، يُظهر مدى ترابط مجتمعنا».