قال شهود ونشطاء من المعارضة السورية إن طائرة مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربية تقصف ضواحي في دمشق يتواجد بها معارضون يقاتلون للإطاحة بالنظام في تصعيد للمواجهات والاشتباكات في العاصمة السورية التي يزورها المبعوث الدولي والعربي للأزمة الأخضر الإبراهيمي. وأفاد ناشطون عن مقتل ما لا يقل عن 42 شخصاً بنيران قوات النظام وسط قصف على أحياء بدرعا وحلب، في حين خرجت تظاهرات في عدد من المدن والبلدات للمطالبة بإسقاط النظام في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات». وعن الوضع الميداني في دمشق، قال سكان وناشطون إنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات صباح أمس، موضحين أن مروحيات كانت تحلق فوق العاصمة. وقال ناشط تحدث عبر «سكايب» من دمشق لرويترز: «هناك حملة جديدة على المناطق الشرقية من دمشق... تحلق طائرات الهليكوبتر في السماء الآن وتطلق النيران على حي الزملكة». وقال سكان إن «الجيش السوري الحر» المعارض انسحب على ما يبدو من حي التضامن بجنوب دمشق. ووفقاً لما ذكره شاهد زار المنطقة تنتشر قوات الجيش في أنحاء الحي. ودمر حي التضامن جزئياً بعدما تعرض لقصف عنيف واشتباكات في الأسابيع القليلة الماضية. وتبدو آثار الدمار على المنازل جراء القصف أو التعرض لحرائق. وقال أحد السكان: «تم تدمير أي منزل كان له علاقة بالجيش السوري الحر». وعاد بعض السكان إلى حي التضامن لمعاينة الأضرار ويأمل بعضهم في استعادة ممتلكات الأسرة. وقال رجل ينظر إلى منزله الذي دمر جزئياً: «عدت لأخذ بعض متعلقاتي». وهزت انفجارات الحي لكن لم يندلع أي قتال في حي التضامن نفسه. ويقول السكان إنهم تلقوا تحذيرات من الجيش السوري من أنهم لو سمحوا للمعارضين بالعودة إلى الحي فإن الجنود سيعودون لتدمير ما تبقى من منازل. وقال ساكن آخر: «لم نشاهد عناصر الجيش السوري الحر منذ أمس». ويبدو أن قوات النظام تحاول إبقاء مقاتلي المعارضة بعيداً عن وسط دمشق من خلال قصف الضواحي التي تسلل إليها المعارضون بالدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. كما أفاد المرصد السوري عن انفجار سيارة في حي ركن الدين في دمشق. وأفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك بين الجيش ومتمردي الجيش السوري الحر في حي القابون في العاصمة. كما تجدد القصف المدفعي لقوات النظام على دوما وجديدة عرطوز بريف دمشق. وقالت شبكة شام إن حريقاً هائلاً شب في الفرن الآلي بمنطقة المساكن بدوما جراء سقوط قذيفتين على الفرن وامتداد الحريق لبعض الأبنية المجاورة مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وأفاد ناشطون في ريف دمشق أن سكاناً عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانياً على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا. وقال الناشطون إن من بين القتلى عشرة من عائلة واحدة، وإن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق من مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق. وفي أجزاء أخرى بالمدينة اتخذ العنف بعداً طائفياً وهو ما يعكس مخاطر الصراع الذي يتجه نحو التحول إلى حرب أهلية صريحة. وكان ناشطون قد أفادوا عن اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وميليشيا شيعية موالية للنظام قرب مزار السيدة زينب على مشارف دمشق، مشيرين إلى قصف مدفعي على الحي. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً لقوا حتفهم على الأقل وجرح العشرات في ما وصفه ناشطون سوريون بمجزرة ارتكبها النظام في بلدة بصرى الشام بدرعا. وبحسب الناشطين فإن طائرات عمودية تابعة للنظام استهدفت البلدة بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى دمار في المباني السكنية وخسائر في الأرواح والممتلكات. وقد بث ناشطون سوريون صوراً تظهر قيام الأهالي بانتشال الجثث والبحث عن ناجين بين الركام الذي أحدثه الدمار. كما تواصلت المعارك العنيفة خصوصاً في حلب التي شهد أحد أحيائها معارك كر وفر بين طرفي النزاع. وأفاد ناشطون أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لمدافع قوات النظام على حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب، مع تواصل قصف مدفعي وجوي على أحياء الصاخور والميسر والفردوس. كما أفاد ناشطون أن الطيران الحربي قصف صباحاً بلدتي مارع والباب في ريف حلب وأن القصف ألحق دماراً بالمباني. وقامت المروحيات العسكرية بتمشيط عدد من أحياء حلب بالرشاشات الثقيلة وهي على ارتفاع عال ما يمنع مقاتلي الجيش السوري الحر من التصدي لها بأسلحتهم المحدودة التأثير، بحسب ما نقل مراسل فرانس برس في المكان. وبحسب السكان فإن معركة طاحنة جرت بين المعارضين والجنود حول مقرين للشرطة في حي الميدان الاستراتيجي. وقد سيطر عليهما المعارضون قبل أن يتمكن الجيش من استعادتهما مجدداً. وبعد معركة جديدة سيطر المعارضون مجدداً على المقرين ويحشد الجيش قواته لشن هجوم مضاد. وكان سكان في حلب أفادوا أن المعارضين المسلحين تقدموا إلى حي الميدان ما يفتح الطريق أمام الوصول إلى الساحة الرئيسية في ثاني أكبر مدن سورية، لكن مع حلول الليل لم يكن أي طرف قادراً على فرض سيطرته الكاملة على حي الميدان. وتحدث المرصد السوري عن انتشار لقوات النظام في الميدان»، موضحاً أنها تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه. وتعرضت أحياء أخرى في حلب يسيطر عليها المتمردون إلى القصف، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي ريف حمص قال ناشطون إن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح في قصف مدفعي وصاروخي على بلدتي الرستن والقصير، وأضاف الناشطون أن القصف أدى إلى تدمير عدد من المنازل. كما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى سقوط ستة قتلى على الأقل بالإضافة لعدد من الجرحى في ريف اللاذقية جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية مرج الزاوية. يأتي ذلك بينما خرجت تظاهرات بعدد من المدن والبلدات السورية في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات». وبثت مواقع الثورة السورية صوراً لتظاهرة خرجت في دوما جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل النظام. وفي محافظة الحسكة خرجت تظاهرات في القامشلي وعامودا والقحطامية، كما تظاهر العشرات في حلب في أحياء عين العرب ومساكن هنانو. وأسفرت أعمال العنف أول من أمس عن سقوط 125 قتيلاً.