قال ناطق باسم مقاتلي المعارضة إن الجيش السوري سيطر على بلدة خان شيخون وهي معقل للمعارضة بمحافظة إدلب في شمال سورية أمس بعد هجوم على البلدة دعمته طائرات الهليكوبتر. وقال أبو همام الذي فر إلى قرية قريبة: «انسحب الجيش (السوري) الحر من البلدة الليلة الماضية بعد أن نفدت منه الذخيرة. جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد يسيطر عليها». يأتي ذلك فيما وقعت اشتباكات في أحد أحياء دمشق صباح أمس وذلك غداة يوم دام قتل فيه تسعون شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في هذا الوقت، دعت المعارضة السورية إلى التظاهر أمس تحت شعار «حرب التحرير الشعبية»، بحسب ما ورد في صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011». وتسببت أعمال العنف أمس بمقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً، بحسب المعارضة السورية. وقال المرصد في بيان إن «اشتباكات وقعت في حي كفرسوسة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة». وذكر المرصد أن القوات النظامية قامت صباح أمس ب «حملة مداهمات واعتقالات في حي الصالحية في دمشق». وأشار إلى مقتل مواطن اثر سقوط قذيفة على مدينة داريا في ريف دمشق بعد منتصف ليل الخميس -الجمعة. وذكر البيان أن بلدات بساتين دير العصافير وبزينة وبساتين بلدة زبدين تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية «التي تستخدم راجمات الصواريخ مع تحليق للطائرات في سماء المنطقة». في محافظة درعا (جنوب)، أفاد المرصد عن مقتل خمسة مواطنين بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في بلدة نوى «التي تعرضت لقصف عشوائي من قوات النظام السوري»، مشيراً إلى «عمليات عسكرية» واشتباكات شهدتها البلدة فجراً. كما أشار إلى «معلومات عن وجود ست جثث لم يتم التعرف إليها» في البلدة. وتحدث ناشطون من جهتهم عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى «نتيجة القصف المدفعي على المدنيين وإطلاق النار الكثيف من قوات الأمن وجيش النظام»، بحسب ما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان. وقال الناطق باسم تنسيقيات حوران لؤي رشدان من جهته في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن «الجيش السوري الحر استهدف قرابة الساعة الثانية من فجر الجمعة (11,00 ت غ) مبنى الأمن العسكري وألحق أضراراً جسيمة بالمبنى والعناصر الموجودين فيه». وأضاف: «على الأثر، قامت قوات النظام بقصف عنيف للحي الجنوبي من بلدة نوى حيث كان لجأ عدد من المنشقين»، مشيراً إلى سقوط أكثر من أربعين قذيفة على الحي، ما تسبب بدمار في المنازل وبعدد كبير من القتلى والجرحى. وأشار إلى أن الناشطين عثروا على «جثث محترقة بالكامل، وأن هناك غيرها تحت الأنقاض». في محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية السورية اثر تفجير استهدف ناقلة جند مدرعة في منطقة معرة النعمان، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن قصفاً واشتباكات في المنطقة تسببت بمقتل مدني وجندي منشق ومقاتل معارض. إلى ذلك قال ناطق باسم مقاتلي المعارضة إن الجيش السوري سيطر على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بعد هجوم على البلدة دعمته طائرات الهليكوبتر. وأفاد الناطق: «إنهم يحرقون المنازل. أحرقوا منزلي. أرى دخاناً في السماء من حيث أنا الآن». وقال نشطاء إن 80 في المئة من السكان فروا منذ أول من أمس. وتقع بلدة خان شيخون التي يتجاوز عدد سكانها 70 ألف نسمة في ريف إدلب وتقع على الطريق السريع الذي يربط بين دمشق وحلب. وكانت واحدة من جبهات كثيرة حاول الجيش السوري السيطرة عليها في إطار سعيه لإخماد الانتفاضة التي اندلعت منذ 16 شهراً على حكم الأسد. وقال مقاتلو المعارضة إنهم تكبدوا خسائر فادحة خلال المعارك التي اشتدت ليل الأربعاء. وقال الناطق: «هذه عملية شرسة جداً التي تجري الآن ويبدو أن الأسد أرسل جيشه بالكامل لسحق خان شيخون والبلدات المحيطة بها». وقال نشطاء إن أكثر من 200 شخص اعتقلوا منذ الأربعاء. في محافظة دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات عنيفة صباح أمس في مدينة البوكمال، بحسب المرصد، بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين. في محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين على طريق حلب- تركيا الدولي قتل فيها ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «استمرار القصف العشوائي على مدينة حريتان في محافظة حلب (شمال) بالرشاشات والقذائف بالتزامن مع قطع عام للكهرباء والماء والاتصالات وحالة مأسوية تعيشها المدينة التي أصبحت مدينة أشباح خالية من السكان». وذكرت لجان التنسيق المحلية من جهتها في بيان أن القصف مستمر بعد أكثر من شهر على عدد من أحياء مدينة حمص (وسط)، لا سيما القصور وجوبر والسلطانية، ويترافق ذلك مع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام. وكانت أعمال العنف حصدت أول من أمس تسعين قتيلاً في مناطق مختلفة من البلاد، هم 63 مدنياً و24 جندياً نظامياً وثلاثة مقاتلين معارضين.